الأحد، 11 فبراير 2018

قطر "الإنسان" ومرتبة "الإحسان""


 

 

ليس المستوى الرسمى هو  وحده الفاعل في العلاقة بين دولة قطر وشقيقاتها من الدول العربية, بل كان هناك مستوى شعبى على قدر كبير من الرسوخ والصلابة من خلال  النهضة التعليمية التي شهدتها الدولة منذ الستينيات  وصاعداً, لم يكن الاخوة العرب من المصريين والفلسطينيين   وغيرهم فقط مدرسين بل كانوا أيضاً طلاباً ودارسين  في النظام التعليمي القطري الذي بدأ بقوة وبتوجه عروبي قومي  جعل من الطالب يشعر بعروبته قبل  أقليميته الضيقة  وبإنسانيته قبل دينه الذي يعتنقه , لازلت أذكر أخواناً من العرب الفلسطينيين ذوي الديانة المسيحية يدرسون معنا أمتازت العلاقة معهم بَود شديد وبألفة ومحبة , لازلت أذكر مانويل بشاره عوض وأخيه سليم بشاره عوض وبيتر أميل حنا , كانوا خير الزملاء والاصدقاء , ولازلت كذلك أذكر نائل فؤاد حماده  ومحمد زغموت  وزميله نبيل  وبلال اسعاف الصفدي  وعيال الجاعوني  وغيرهم كثيرون , غير الاخوة من الاشقاء المصريين واليمنيين والاردنيين الذين درسوا معنا كذلك.وبعض الاخوة من السودان  لااذكر طلبة من المغرب العربي في ذلك الوقت . علاقتنا باخواننا العرب علاقة وثيقة , لايزال هناك الكثير من هؤلاء الاخوة يذكرون الجميل لقطر والفضل أيضاً في تعليمهم , كثيراً منهم عادوا أطباء ومهندسين  للعمل في قطر , أنا اعتقد أن إشكالية التعايش مصطنعة  ولادخل للطرفين شعبياً بها  , البُعد العربي اضفى على العلاقة الشعبية بين أبناء الامة نوع من الثبات والمشترك العام أكثر من ضيق الاجندات الايديولوجية التي  عملت على التفريق بين  مكونات هذه العلاقة بشكل  يمكن تلمسه من ردود الافعال  على تطور هذه العلاقة الايديولوجية الضيقة,كان الاخوة من الديانة المسيحية لايحضرون دروس العلوم الشرعية  ويكتفون بعلامة النجاح الموضوعة لهم لاختلاف ديانتهم عن المنهج , لم يكن ذلك يمثل  لنا أي مثلبة أو نقصاً يمكن  التكتل حوله  بل يلتئم جمعنا  بعد تلك الحصة  في ماتبقى من الحصص بكل ودَ وتآالف , تلك الروح السائدة  جعلتنا نتكدس خلف المقاومة الفلسطينية ونتزاحم ونحن صغار في الابتدائية لنحضر  خطاب أحمد الشقيري في أستاد الدوحة , كانت قطر عضواً فاعلاً , نعم لقد ساهم الاخوة الفلسطينيين في نهضة قطر التعليمية بالذات مع أخوان لهم من مصر العربية كذلك , وكذلك قطر ساهمت أيضاً في تعليمهم  وفي توظيفهم بعد ذلك , إذا وصلت العلاقة الى حد  المحاسبة بالقنطار تكون في حالة مرضية لانريد لها أن تصل  لهذة الدرجة من الاستشراء المرضي , لن أنسى أخوتي العرب من الاشقاء الفلسطينيين ولامن الاخوة المصريين ولامن الاشقاء اليمنيين  وهم الجاليات الاكثر تواجداً في قطر ولا من غيرهم مدرسين كانوا أم طلاب جلسوا معنا على كراسي الصفوف ومدرج الجامعات. علينا أن نوظف العلاقة بشكل أفضل  لايرى فيها المواطن سلباً ولايشعر بها الاخر مغنماً. ولانعتبر الشذوذ قاعدة كما لاتعتبر القاعدة شذوذاً . أبناء أوائل المعلمين من أخوتنا العرب وأحفادهم كذلك علمتهم قطر ودرسوا في مدارسها وجامعتها  ولا زلت أذكر اسماء العديد منهم مثل ابناء السفير الفلسطيني السابق  "الشريف" رحمه الله  وغيرهم نحتاج جميع أخواننا العرب ليسوا كبديل وأنما كشركاء  بعيداً عن الايديولوجية الضيقة  والطهورية  الدينية والثورية الانتهازية .

هناك تعليق واحد:

  1. اسعد الله جميع ايامك ولياليك ابو محمد الاستاذ الكبير والمخضرم والمميز في كل شي عبد العزيز الخاطر فعلا قطر لها الفضل الكبير على كثير من الجاليات العربيه وغير العربيه المقيمه في دوله قطر منذ الستينات والى يومنا هذا واعرف الكثير منهم ومنهم من يحمل الجنسيه القطريه والحقيقه قطر متميزه في كل شي وبشاهده الجميع حفظ الله قطر وشعبه الوفي

    ردحذف