السبت، 17 فبراير 2018

مجلس الشورى

شكل انشاء مجلس الشورى خطوة جيده مع بداية السبعينيات وأحتل مقاعده كبار رجالات المجتمع وكان يغلب عليه طابع رجال الاعمال في بدايته , إلا أنه مع الوقت تحول الى الطابع العائلي والقبلي , وبدأ مع الوقت يفقد تأثيره مع وفاة معظم اولئك الرجال الذين كانوا كما قلت مرتبطون بالانسان في قطر اكثر من ارتباطهم بمصالحهم وأعمالهم الخاصه أو بالتواجد في المنصب في حد ذاته.حيث كان السابقون من اهل قطر يقدمون المشوره حتى وإن لم تكن تطلب منهم , إحساسا منهم بالمسؤوليه الدينيه والاجتماعيه , المشكله كما أراها ليست في الانتخابات أو التعيين , وإنما في عدم وجود مسافه بين السلطه التنفيذيه" الحكومه" وبين الحكم ذاته , المسافه التي يمكن أن يحتلها مجلس الشورى من خلال مسائلة الحكومه عن التنفيذ حتى وإن كان معينا وليس منتخبا , يضم مجلس الشورى الحالي العديد من الخامات الشابة  وعدد من الخبرات الحكومية  وقطاع الاعمال , لكن يبقى دوره الفعلي  بل وتفعيل جميع إمكانياته التي منحها إياه الدستور والقانون , مرتبطان أساسا  بإيجاد مساحة له  في التحرك بين الحكومة  كسلطة تشريعية  وبين السلطة الحاكمة  كجهة عليا  تراقب جميع السلطات بدون ذلك الشورى جزءاً خارجاً عن الاطار المخصصة لها , بل أن المسؤول لايشعر بأهمية عضو مجلس الشورى ولا بقيمته  لأن لكل منهما خطاً مستقيماً لايلتقي مع الآخر  , ويبقى دورهم في حضور المناسبات ونشاطهم الأقوى التصوير فيها , ولعلي هنا أشيد برئيس مجلس الشورى السابق  الأخ محمد بن مبارك الخليفي  فقد كان دائماً محباً للنقد البناء  وصدره كان يتسع تماماً لكل ماكتبت وكتب غيري عن أداء المجلس خلال فترته الأطول في تاريخ مجلس الشورى القطري,  يجب أن يتحول المجلس إلى قيمه , يشعر المسؤول والمواطن  أكثر من الشعور بأفراد  كوجود متعين في الخارج فقط,أنا أعتقد  كلما كانت السلطة التنفيذية على مسافة من الحكم  أمكن التحول من آلية الأمر الى آلية البرنامج التي تتيح مكاناً  لمجلس الشورى لكي  يقدم مساهمته بشكل أفضل , هذه الفتره إنتقاليه في تاريخ مجلس الشورى كما أشار سمو الأمير المفدى إلا أنها هامة جداً للمجلس القادم  وهامة كذلك للحكومة  , فالاداء الحكومي غير قابل للقياس حتى الآن   فعضو مجلس الشورى وعضو  السلطة التنفيذية"الحكومة" كليهما في  وعي المواطن  لايمثلان رقماً بقدر مايمثلان  "كماً"لأن أداءهما  غير قابل للقياس  ويبقى معيار الحكم عليهما هو طيبتهما وحسن إستقبالهما وخفة "النفس" وهي معايير  إنسانية عامة من المفترض أن يتحلى بها كل إنسان , إلا أنها المعيار الوحيد حينما يكون الاختيار والانتقاء هو  الممكن  والمتحقق.  ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق