السبت، 12 مايو 2018

هل يأكل الحصارأبناؤه ؟


 


كيف يمكن أن نفهم الحصار بعيداً عن محورية "الكلي"  الذي أنتظم فيها عقد مجلس التعاون الخليجي ؟ بحيث لو اسقطناه لايبقى هناك سوى , قطري  وسعودي وبحريني وإماراتي. كيف يمكن ان نفهم الحصار بعيداً عن الشعب الواحد والتاريخ المشترك والمصير المشترك؟  كيف نسعى الى التفسير ولم نسعى الى التغيير؟  أسئلة كثيرة تطرحها أزمة الحصار , المجتمعات لاتموت ولكنها تمرض وأشد أمراضها هو إنتفاء الارادة  أو تبني الارادة السلبية, أزمة الحصار هي اشد أعراض مرض المجتمع الخليجي الذي غُيبت فيه الارادة بشكل كبير الى حد أن أصبحت الارادة السلبية  هي الارادة الوحيدة االممكنه والمتاحة  إنها إرادة  تقوم على التعصب  والدين والعقيدة  واقعاً  تتحرك من خلاله , إنها إرادة عمياء, فإعتبار مركزية الفرد حين قيام الدولة جزء لايتجزأ من الارادة الكلية للمجتمع أمرٌ هام  فلايتخلى الفردهنا عن جزء من حريته ولكن يتخلى عن جزء من ارادته السلبية العمياء هل مر تاريخنا في دول الخليج بهذه المرحلة التي يعتبر في الانسان  وعي وإرادة؟ من الصعب أن نفهم أزمة الحصار بعيدا عن أن نفهم أساس قيام الدولة في منطقتنا,أزمة الحصار هي أشد الامراض التي أصابت الدولة في منطقتنا , لأسباب لدي المحاصر واسباب لدى المُحاصَر كذلك ,  كل مافي الأمر أن العالم كان في غفلة عنا سابقاً  أو كان  يسمح لنا كدول أن  نمارس  نوعاً من السيادة  المجيرة لمصالحة  , لكن وصل به الوقت الى حد أن يستثمر فجوات التاريخ والجغرافيا  التي لم تتمكن الدولة منذ قيامها على سدها  وجبرها ,فغياب النظرة الشمولية  لمنطقة واحدة عرقاً وديناً وتاريخاً لمصلحة أهواء شخصية ضيقة وشعارات ايديولوجية لهويات قبلية وطائفية ,  جعل من أمكانية تثوير المنطقة  من داخلها أمر  مطروحاً, في إعتقادي أن أزمة الحصار ليست سوى ثورة من سلسلة ثورات الربيع العربي أو هي أحد أشكالها  تتسق تماما وظروف المنطقة ورأينا كم أكلت هذة الثورات أبناءها  بحيث رجع الجميع الى  المربع الاول قبل الثورة رغم استثناء  تونسي  لايزال  يطمح في  القفز الى المستقبل , فالحصار  سيأكل  أبناؤه المخلصين الذين  فرضوه ,آجلاً أم عاجلاً, كما تأكل الثورة أبناءها  فهو أساساً يقوم على مبدأ الارادة الواحدة  لكل من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وليس على إرادة كلية لديها قناعة بما تفعل كما    أعتقد كذلك إذا ما أستمر الوضع على ماهو عليه سوف يظهر "يعاقبه" وستشهد المنطقة وبالذات دول الحصارعنفاً وإرهاباً كذلك , ناهيك عن محيطنا الملتهب  الذي يوشك أن يشتعل  في أي لحظة لايمكن أن  تحكم فقط بالرأي والهوى المجردين بعيداً عن كل إجماع للتاريخ  أو للجغرافيا وللإنسان .  فالاصلاح الحقيقي لايعني التوقيع ولكن لابد أن يكون جذرياً وشاملاً ومدفوعاً بإرادة كلية  لا بإنتقائية فردية  وقتية كما نشهد اليوم في المملكة العربية السعودية  فالارادة الفردية تحدث اصلاحات ترفيهيه لاشغال العامة الذين  سيفيقوا من غفوتهم  ليكتشفوا أنها ليست إرادتهم وخيارهم بل خيار الارادة الفردية  بينما  أصحاب الراي ونشطاء المجتمع المدني في السجون. فالغرغرينا  لاتعالجُ بماء الزهر". كما يُقال.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق