الثلاثاء، 8 مايو 2018

تغريدات تويتر ...أنا متضخمة وبارانويا إجتماعية


 

 "أناضد" أنا مع" أنا أعترض " أنا لاأوافق" أنا أنا...إلخ  إلى كل هذه  الفرامانات التي يصدرها المغردون  يومياً ,انا أحدهم , جعلتني أنسأءل  عن "الأنا" المستخدمة  هنا خاصة في مجتمعاتنا الخليجية ويظهر ذلك واضحاً في هذه الازمة الخليجية المستعرة بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ, ماهي هذه الأنا المستخدمة وعلى ما تدل؟ بالأمكان تفهمها  من أفراد في مجتمع تلعب فيه السياسة  دوراً كبيراً من أحزاب ونخب ونقابات  ومنظمات سياسيه وحقوقية  وتعليمية ... ألخ هنا تكون "الأنا" في وضعها الطبيعي الذي يمكن من خلاله  سبر قدرتها وفاعليتها ,  أما أن تصدر من أفراد في مجتمعات خالية تماماً من المجتمع السياسي   كأحد ركائز المجال العام , فأنها تدل على تضخم للذات , وربما تخلق تياراً موازياً افتراضي  لاوجود له في الواقع من خلال ما نقرأه من هشتاقات  عندما  يصبح الأمر مواجهة بين جماعة وجماعة أخرى ,  فيصبح هناك بناء فوقي  ليس نتاجاً لبناء تحتى  فهو بالتالي  ليس سوى صدى  لحركة رأس المال  أو لغياب آلية التعبير  الدستورية والقانونية داخل المجتمع, الأنا المستخدمة في التغريد في مجتمعاتنا  هي أنا تعويضيه عن عدم القدرة على التنظيم  أو عدم القدره على السيطرة على الواقع  فيصبح المجال السيبراني  متنفساً  بديلاً, حتى كبار المسؤولين  حيث كشفت الازمة عن "أنا" زائفة تتحدث بلغة الغير وتهدد بلغة الآخرين كما شهدنا مع تغريدات وزير خارجية البحرين انا ليست دستورية ولاقانونية  وليست لغة وزير خارجية أصلاً, وهناك أيضا"الأنا"  الشعبوية  التي تصدر من أجهزة حكومية  لاتلتزم بالحد الادنى  من اللياقة اللغوية كتغريدات القحطاني وآل الشيخ أو خلفان الذي هبط باللغة الى مدارك سفلى  من  ضحالة التعبير وزميله الآخر المزروعي الذي أدخل التغريد  دورة المياة, ومراحيض الاستفراغ هذا كله يرجع لفراغ المجال العام  من أليات حقيقة في إدارة الشأن العام, من يعتقد أن تويتر سيغير وجه الثقافة في المنطقة واهم  أو سيفتح حرية التعبير كذلك اشد وهماً لأن الجميع ضمن مجال إعلامي محدد ومحكوم , بل بالعكس زادت لغة  البيانات على لغة التحليل منذ  أن تم الانغماس في التغريد   , أفهم أن يغرد وزير خارجية فرنسا  لأنه يمثل حزباً مشاركا في الحكم , أفهم أن تغرد رئيسة وزراء  بريطانيا لأنها تمثل حزباً حاكماً لديه برنامج , هؤلاء  في انسجام مع واقعهم  فهم يغردون  ضمن سياقات  اجتماعية سياسية  واضحة ,لكن لاأفهم أن يغرد وزير خارجية البحرين  ضد قطر مردداً إدعاءات إماراتية وقبل عام كان يغرد مادحاً قطر ؟ لاأفهم أن يغرد الجبير متهماً قطر متبنياً روايات بحرينية أو مصرية وقبل عام يغرد معجباً  لما حققته قطر في زيارته لها قبل الحصار بأسابيع, لاأدعو لعدم التغريد  لكن أدعو   أن يكون منسجماً مع الذات وبعيداً عن التوظيف وعن لغة البيانات والتفخيم  , فهو ليس  واقعاً في حد ذاته بقدر ماهو  إنعكاس لواقع فعلي  كما لديهم  أو لبارانويا  متخيله كما لدينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق