الأربعاء، 12 أكتوبر 2022

مجتمع أمام نفسه

قبل اعوام ماضية لم تكن " ظاهرة" الوطنية" تطرح على الوعي في مجتمعنا، فهي بمثابة المُسلم به ، لم يكن هناك ثمة حاجة يستشعرها القطري لاثبات حبه لوطنه ولمجتمعه ولارضه التي ولد وعاش عليها ومن خيراتها. جاءت الدولة لتنظيم المجتمع وهو امر يعتبر مخالفاً لحركة التاريخ ، حيث المفترض ان يتمخض المجتمع عن قيام دولة، في اعتقادي هذا اوجد فجوة بين الانتماء والبناء، الانتماء للمجتمع ام للدولة ؟، بناء ماقبل الدولة ام بناء ما بعد قيام الدولة؟،احتاج الامر لترميم هذةالفجوة الى قاموس لغوي وشعري وخطابي وتاريخي ، بل حتى وتلفيقي ، وبدأ بالتالي اسلوب المزايدات في هذا القاموس، وحيث ان المجتمع لايزال يعتمد اقتصادياً واجتماعياً على الريع، اصبحت مصطلحات الريع الغير منضبطة والغير قابلة للقياس او الاختبار هي الشائعة والمتداولة في صياغة التراتيبية الاجتماعية في المجتمع ، فالوطنية تزيد وتنقص. وتعطى وتُسلب، ووطني الليل ، موضع شك في النهار، والقطري قابل للتفكيك واعادة التركيب، والوجاهة مزاد، وخاضعة لمشاهدات وسائل الاتصال الاجتماعي وعدد المتابعين، والاندساس وسيلة مثلى، والتدين وشيخ الدين يحتاج الى سناب شات والثقافة والفن اسيرين لاسبقية الدولة، يحتاج الامر الى الوعي بإن السبب الحقيقي لاستفحال مثل هذة الظاهرة اليوم هو تمظهر الدولة بشكلها الساطع على المجتمع الاقل بريقاً والاخفت صوتاً ، مالم تترك الدولة مسافة بينها وبين المجتمع ليعيد صياغة نفسه بعيداً عن تاثيراتها الريعية ستزداد ظاهرة الصراع على الوطنية والوطني المتضخم وستفتقد الدولة حينئذ قدرتها على التطور لغياب النقيض الذي يدفعها الى ذلك في حركة جدلية تاريخية هي بمثابة سنة التطور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق