شاء لي الحظ أن أواكب إنشاء أول وزارة في قطر مطلع السبعينيات الماضية وجميع التغييرات اوالتعديلات على جميع الوزارات منذ ذلك التاريخ حتى الآن وأحمد الله على ذلك حمداً كثيراً.
مفهوم التغيير مفهوم إرادي بمعنى أنه في يد من يملك السلطة في حين أن مفهوم التغير غير إرادي وإنما تفرضه الظروف وهو مفهوم أعم من مفهوم التغيير, الوزارة أو مجلس الوزراء هو السلطة التنفيذية في كل بلد , فبالتالي من الضروري جداً أن تكون ذا صفة ديناميكية , كما أن أي تغيير أو تعديل فيها له من الاسباب الكثير ليست بالضرورة تنطبق عليها ثنائية النجاح والفشل وإنما قد يكون الانسب في مرحلة ليس هو الانسب في مرحلة أخرى , ثمة صورة ذهنية في عقلية المجتمع ترسخت دونما وعي يربط كل تغيير على هذا المستوى بنتائج المراحل المدرسية ناجح وراسب , وفي هذا ظلم عظيم لهذا المستوى من الوظائف والمسوؤليات , كثير من انجح الوزراء تم تغييره لتغير ظروف المرحلة , وكثير جيء بهم لأن المرحلة تتطلبهم ككوادر فنية أو إدارية, علينا أن ندرك أن الهدف من كل تغيير أو تعديل هو مواكبة الظروف الداخلية والخارجية وبما انها متغيرة ومختلفة فبالتالي تتغير الشخوص بما يناسب هذا التغير المحيط. مر على قطر منذ إنشاء أول وزارة عقود عديدة , كمراقب أرى أن كل تغيير أو تعديل تم منذ ذلك التاريخ إرتبط بالتغيرات على االواقع وعلى مستوى المحيط الاقليمي والعالمي, أول وزارة استمرت ما يقارب العقدين لأن التغير كان بطيئاً بين إنتقال الدولة من الاستقلال حتى بناء المؤسسات وما تلى ذلك من تغييرات كان سريعاً أو أكثر سرعة مع إمتلاك الامير الوالد زمام الحكم ودخول قطر مرحلة بناء وتحديث جديدة وسريعة , بعد ذلك استلم الشباب زمام الامور بتولي سمو الشيخ تميم زمام الامور أميراً للدولة, فأصبح للتغير الحكومي أو الوزاري معنىً آخر مقياسه الابتكار والقدرة على الابداع , وهاتين الركيزتين الابتكار والابداع يمتلكها الكثير إلا أن مدة الانجاز فيها قصيرة لاتزيد على عدد من السنين التي قد لاتتجاوز اصابع اليد الواحدة وهو مانراه في جميع الدول المتقدمة اربع او خمس سنوات ثم يحدث التغيير في معظم الاصعدة والمستويات اوالابدال والاستبدال لماذا؟ لأن قدرة الشخص على الابداع والابتكار هي في سنواته الاولى من المنصب بعدها يكون قد أعطي كل ماعنده, رؤية متقدمة تتبناها القيادة الشابة, أتذكرها ألآن مع صدور الأمر الأميري السامي رقم 2 لسنة 2024 بتعديل تشكيل مجلس الوزراء , ومن خلاله يبدو الهدف واضحاً وهو التجديد لمزيد من العطاء والابداع فشكراً لكل من ترك بصمة إنجاز في صفحة الوطن من أولئك الذين تركوا مناصبهم بعد التعديل الوزاري الجديد , وأمنية من القلب لهم بمزيد من النجاح في حياتهم الشخصية والعملية , وكل الدعاء والتوفيق لجميع من تبوأ مسؤولية أو منصباً جديداً أثر هذا الأمر السامي وإلى مزيد من العمل والابداع
فسمعاً وطاعةً
طالما الهدف مصلحة قطر ...فالجميع لقطر وقطر للجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق