الاثنين، 9 أبريل 2012

الوعى الشعبى والقرابى فى قطر



 عندما تضع أهدافا لايصلها الوعى السائد فإنك تزرع فى البحر , قد تصطنع هذه الاهداف  وتصبح حقيقة إلا أنها فوق الوعى  أو أن يأتى عليها الوعى  ويصبغها بصبغته الغالبه  فلا تنتشله إلى فوق وإنما يسحب بها هو إلى أسفل . الوعى السائد فى مجتمعاتنا فى أحسن حالاته  هو وعى القبيله والعائله والقرابه المتصله  ممزوجا بوعى دينى مصاحب له فى الاتجاه  والهدف ,الاقرب ثم الاقرب ثم الاقرب , بمعنى أنه وعى بالعلاقه الدمويه فيبدو الامر وكأنه تجيير للدين  لصالح هذه العلاقه الدمويه القرابيه بحكم تجذر القبيله والعائله "والطائفه " على حساب الفهم الاسلامى المدنى الكبير الذى يتطلع إلى مسلم كونى. العمل الرسمى الروتينى لايرقى بالوعى الشعبى , المراسيم الديمقراطيه لاتصل إليه. الوعى الشعبى حصيلة زمن طويل من الممارسه  فى ظل أنساق اجتماعيه مغلقه, ربما ليست قطر فقط بل هو إشكالية تعانى منها جميع مجتمعاتنا العربيه خصوصا فى هذا الوقت وهو عودة النسق المغلق نتيجة عدم تغير الوعى ذاته, قطر مقدمه على إنتخابات والوعى الشعبى على أشده  والانساق المغلقه  تزداد انغلاقا  كلما إقترب الوقت وهو أمر طبيعى , لعدم قيام ممارسه حقيقيه  داخل ثنايا هذا الوعى  المجتمعى وانما تم الاكتفاء عن ذلك  بإجراءات  الديمقراطيه من تحديد للانتخابات   وما إلى ذلك. يسالنى من ستنتخب قلت له, القريب ثم الاقرب , لايمكن خيانة أو التنكر لوعى  سائد يقوم عليه المجتمع ويرتب أوراقه ويحسب من خلاله خسارته وربحه. الوعى الاخر  المدرسى موجود إلا أنه غير فاعل, يبقى فى الذاكره لافى الممارسه لأنه  وعى بمراسيم وقوانين وإجراءات ليوم الاختبار والإمتحان السنوى. لم تصل بعد إلى النسيج الاجتماعى للمجتمع , لكى يتحقق ذلك يحتاج المجتمع الى فاعلين اجتماعيين وإلى إنفتاح  تحضيرى, فاعلين من المجتمع ذاته  يؤدوا أدوارهم  فى داخل الاوساط الاجتماعيه والى انفتاح تحضيرى تساعد السلطه على ايجادهما, بحيث يساعد ذلك على تشتيت الوعى الشعبى  والقرابى القائم  من خلال تقبل ادوار جديده فرديه مدنيه  فى بدايه لإرساء  بذور المجتمع المدنى. العمليه الديمقراطيه اساسا ناشره للوعى  ولكنها كذلك لاتنشر إلا ماتتلقاه من  تغذيه مجتمعيه,  يمكنها ان تنشر الديمقراطيه بأسم القبيله أو بإسم الدين إذا كان المجتمع قائم على وعى قبلى أو دينى وتبقى الاجراءات فقط  هى الشكل الديمقراطى. حكايتنا كشعوب مع الديمقراطيه حكايه طويله لأنها حكاية  وعى مسلوب  ومكتمل  وجاهز للتطبيق بالرغم من تبدل  الزمن وتغير الحال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق