الأحد، 13 فبراير 2011

إصلاحت " الهزيع الأخير من الليل" المغزى والدلاله

 


لو أن الرئيس حسنى مبارك وزع قراراته الاصلاحيه الاخيره  التى أطلقها "خلال إسبوعى الثوره التى إقتلعت نظامه , على مدى فترات حكمه الثلاثون , لدخل التاريخ كأكبر مُصلح فى تاريخ مصر الحديثه.  مالذى يجعل من إلإصلاح عزيزا حتى اللحظه الأخيره. هل نحن أمة ضد الإصلاح كسياسة للحكم؟ هل ثمة تعارض ذهنى  فى ذواتنا بين الإصلاح وإستمراريه الحكم والحاكم؟ لماذا يبدأ الحاكم لدينا مناديا بالإصلاح وينتهى ديكتاتوريا  يختزن الاصلاح لربع الساعة الاخير  عل وعسى؟ هل  محددات العقل السياسى العربى  التى  صورها الجابرى من  غنيمه وقبيله وعقيده لايمكن الخروج منها  فالكل مصلح فى لحظه وديكتاتوريا باقى اللحظات؟ أسئله كثيره وعديده يطرحها المشهد القائم اليوم , إنه اشبه  بالشاشه التاريخيه التى تمر مستعرضة تاريخنا  لتأتى النتيجه شبه تماثل أو ربما تطابق بين ألامس واليوم والغد. إن الاصلاح فى غير وقته كالبذر فى غير موعده, روشته الاصلاح كروشته الطبيب فى حينها وبجرعاتها وأوقاتها لاتفيد قبل ذلك ولابعده, مثل هذا السلوك المتبع  والذى تجلى بوضوح فى حالتى بن على ومبارك يشير الى ملاحظات  لابد من ذكرها.
أولا:أن الحكم حاله فرديه "لدينا" لها  وضعها الخاص  وهى أشبه بالاسقاط الفوقى  ومن الصعب أو من الاستحاله تحوله الى سيستم أو نظام  تفاعلى بين الاطراف ذات الشأن, لأن السيستم أو النظام يقوم أساسا على المراجعه والاصلاح ولا يثبت على صوره دائمه الى الأبد المنظور.

ثانيا: بقدر ما يعمل الحاكم على تثبيت صورته فى الأذهان عنوه بقدر ماينفى عقلانية التعامل معه فيما بعد  , وإن استنجد بالعاطفه أو بوضع خطوات إصلاحيه للتراجع  لإمتصاص الغضب  المتراكم  والغضب كما هو معروف  يخفى العقل  ويستر إمكانيه تدخله وأو إستعماله.

ثالثا:الاصلاح يأتى مع الكرامه وليس بديلا عنها, بعد أن تهان الكرامه يصبح الاصلاح  أو المبادره به , خارج تصور النفس الباحثه عن الكرامة أولا , وكان ذلك واضحا فى ثورة مصر وتونس, حتى الزياده فى المرتبات  وهودعم مباشر ومحسوس , لم يطفىء غضب الشارع لأن الوقت غير وقته وزمانه.
 رابعا: الإصلاحات الوقائيه التى تتخذها باقى الانظمه هنا وهناك  الآن, لانها سابقه وليست  ذاتيه, فلابد من أن تكون إصلاحات هيكليه  لتكون قادره على درء  الموقف من الوصول الى درجة الصفر.

خامسا: مشكلة الانظمه العربيه  تتمثل فى عدم إدراكها لأهمية  الوقت وإستهتارها بالانسان أو بالمواطن,, شباب مصر وشباب تونس, نسف كوادر الفساد المنيعه ومشاريعه الضخمه , لقد حان للنظام العربى أن يدرك أن الثروه  لاتعمل على تحييد الوقت والزمن مهما بلغت وأرتفعت بها الارصده, الزمن مع التغيير , سنه إالهيه ولن تجد لها تبديلا أو تحويلا.

سادسا: المعارضه الشرعيه هى وجه النظام الحقيقى والذى ينشد الاصلاح دائما وليس فى الهزيع الاخير من وقت قيامته, لو جدت معارضه حقيقيه أو لو سمح بها وجرى التعامل معها كشرعيه وطنيه , لأمكن الاصلاح  وعدم وصول الامر اليوم الى ما وصل أليه فى مصر وتونس من إعادة لبناء الدوله من جديد وتكلفة ذلك إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا على شعبيهما, أى إرث تركه بن على ومبارك لشعبيهما.
سابعا: سوء المنقلب , أو سوء الخاتمه من تراثنا  الدينى الذى نتناقله دائما حيث الاعمال بخواتيمها كما نقول دائما, العجيب أن النظام العربى يعمل عكس هذه المقوله تماما  فلذلك حتى ثقافيا أنظمتنا العربيه خارجه عن  المألوف  دينيا وإجتماعيا , ومع ذلك تأتى نصائح شيوخ الدين عندنا متأخره وربما شامته , وهى تعايش وتعاين الامر, إلا أن عامل الوقت  وإنتهاز الفرصه كذلك  , يحكمان المسيره.
 ثامنا: يبدأ الحاكم العربى عصره بالوعود لينتهى  بعد ذلك بالوعيد, فى حين أنه لدى الغير يبدأ بالوعود ويستمر فقط أذا عمل على تنفيذها. برنامج واضح , ولكن فى عالمنا البرنامج هو الشخص  والتنفيذ هو رغبته, والاجتباء والقرب هو منحته, والنفى هو ماتكرهه نفسه , والاصلاح هو مايراه هو دون غيره, والوطن هو ملكيته الخاصه, والموت هو موت للشعب . لذلك يبدو كل شىء فى الهزيع الاخير من ساعته حين تحين , محض إفتراء وكذب,ولا معنى له عند  الشعوب . أى جريمة  يرتكبها هؤلاء وهم لايشعرون.أى ندم يعايشونه  وهم أعجز من أى يرفعوا أعينهم فى أعين مواطنيهم اليوم الذين عانوا من أجلهم الكثير . اللهم إنا نسألك لقادتنا الرشاد و حسن الختام , حين تحين بهم الساعه التى  أدركوها ولم يعملوا لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق