الخميس، 17 فبراير 2011

ديمقراطية ميدان التحرير




بين الشعب وبين الديمقراطيه , فقط,إرادته وعزيمته فى ممارسة حريته بمسؤوليه ,  هذا منطق الشعوب , ومنطق الديمقراطيه , أن تفرض نفسها لا أن تُفرض من فوق, أن يدفع الوضع الذى يحدده الشعب ويمسك بزمامه  نحو الإصلاح والتحول الديمقراطى. عندما تخلص الشباب من الخوف  وبإراده تامه وعزيمة كامله حين مارسوا حريتهم بكل مسؤوليه , قامت ديمقراطية ميدان التحرير.  وإنتخبت ممثليها , وأحتوت الاقليه, ووضعت مطالب الاغلبيه, وفرضت التسامح بين الاديان والاطياف والالوان, وتعاون  الجميع على حفظ النظام  وحمايه الاخر , والابتعاد عن العنف . أليست هذه سمات المجتمع الديمقراطى المنشود. اليوم مصر  تتشرب الديمقراطيه من الأعماق بعد أن كانت لجنة السياسات فى الحزب الحاكم تريد أن تفصلها لها من  عل . هل أدركنا اليوم أن إرادة الشعب فى ممارسة حريته بمسؤوليه هى الديمقراطيه  وما يليها تبعات وديكورات إذا وضع الديكور أولا تصبح ديمقراطية صالونات.. هل تعتقدوا  أن مصر وتونس  ستعود الى ديمقراطية الصالونات والديكورات   لاأتصور ذلك  مهما تعسر الأمر  لأن الخيار  فى يد الشعب الآن وحسنٌ يفعل فى البلدين  حين  يقوم بممارسة الضغط لإستكمال  خطوات تحول الديمقراطيه الى بنيه قائمه. إنه فى أمر ضد عقارب الساعه وضد إتجاه التاريخ , ننتظر رياح الديمقراطيه  من فاقدها, وننسى أن فاقد الشىء لايعطيه . الحريه المسؤوله هى مكون الديمقراطيه المنشوده , حرية التعبير , حرية الرأى , حرية الاختلاف  ,إفساح المجال لممارسة هذه الحريه بشكل  لايجعل منها تنفيسا  فى فضاء مغلق, ولكن يجعل منها صوتا  يُحسب ورأيا يحتمل أن يكسب صندوق الانتخاب, لقد سقطت أوهام كثيره فى ديمقراطية ميدان التحرير, سقط وهم الخوف الجاثم على الصدور, سقط وهم  استعمال الجزره  فى كل وقت  ونجاع ذلك فى السيطره على الموقف مع الشعوب. سقط  وهم العصا الثقيله وإستعمال العنف  كوسيله نهائيه للترويض والامساك بالموقف. سقط وهم الانجاز التاريخى الوطنى للقياده  إذا لم يتكرس ويتعزز على الدوام ناهيك إذا لم يكن قد إنتكس الى درجة الصفر بعدا عن الوطنيه. سقط وهم الاعتماد فى الامن على الخارج  القوى ضد الداخل  المنهوك , لان الاراده هى القوه  وغيابها لايعنى عدم رجوعها.   أوهام كثيره أسقطتها جمهوريه ميدان التحرير  وهى لاتزال تنشر  إشعاعها الحضارى فوق الأرض العربيه إن خطوات التحول الديمقراطى المنشود فى جمهوريه مصر  هى وليده  شرعيه  لديمقراطيه ميدان التحرير  التى ىشهد لها العالم بأنها الاكثر طوبائيه فى التاريخ حيث لاعنف ولاتحرش ولاتشابك  وكأن الشعب المصرى  الذى كان يشكو إنعدام الاخلاق البائن فى سنواته الاخيره  قد تحول الى صنف من الملائكه. إنه الشعور بالحريه وبالمسؤوليه وبالكرامه. الانسان يرقى إذا ما أٌُ شعر بكرامته وعزته, دروس ديمقراطية ميدان التحرير   كثيره ومتعدده . يكفى أنها الجمهوريه الديمقراطيه الأولى التى قامت فى تاريخ العرب  حتى الآن على أمل  أن تشمل القطر المصرى كله بعد ذلك  لتحملها رياح الشرق من أرض الكنانه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا الى أطراف الجسم العربى الذى أثخنه  الاستبداد حتى كاد يعتقد أنه الهواء المفروض عليه تنفُسه قدرا إلهيا. كخروج إبن آدم من الفردوس إلى أرض هذه الدنيا الفانيه,عقابا لما إرتكبه أباه الأول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق