الأربعاء، 16 فبراير 2011

لماذا حيادية الاديان مطلب؟



   أبتليت الاديان بمن يمثلها فى ذهنية المجتمع  فلذلك خرج الدين  فى الذهنيه  المسلمه بالذات من كونه  مثال لايمكن إكتماله بل وهناك مسافه متروكه للذات لكى تفهمه الى كونه إكتمالا فى قول من يمثله أو من ينتسب علميا إليه.  الأزمة السياسيه التى نعايشها اليوم  تتعدى كونها سياسيه الى أبعاد أُخرى دينيه وثقافيه , تدعونا جميعا الى المراجعه . تعالوا نراجع موقف فقهاؤنا واْإمتنا حيالها  ففى حين صب المفتى السعودى نار غضبه عليها "الثوره" وعلى من قام بها ووصفها بالفوضى والخروج عن  ولى الأمر , إنتصب   الشيخ القرضاوى  مدافعا عنها وعن مشروعيتها , وهذا لالبس فيه لو أن  كلا الرجلين يتحدثان  بشخصيتهما وليس بما يمثلانه, أو كان يتكلمان فى  مكان خاص  بهما ,إلا أن الاول أصدر تصريحا رسميا , والاخر تكلم فى خطبة جمعه ومن فوق منبر الامامه.  هنا لابد من أن يطرح سؤال  وهو هل الموقف الدينى , موقف سياسى   بالضروره , بمعنى    هل كل موقف سياسى يمكن تفسيره دينيا؟ , بمعنى هل نحتاج  الى تقييم الموقف السياسى  لكى ننتقى من الدين ما يناسبه طبقا لوضع كل شيخ أو إمام, ومكان إقامته والنظام الذى يتبعه, الشيخ المفتى السعودى , يعيش فى المملكه المحافظه , التى لاترى سياسيا مجالا للخروج عن ولى الامر  , تلك سياسه داخليه متبعه ومرسومه بتوافق بين الدين والسياسيه , بينما الشيخ القرضاوى يعيش فى قطر , حيث الجزيره وحرية الرأى   , فجاء خطابه  رجما على الظلم والاستعباد والطغيان  ولكن ليس من بابه الاوسع , ذاك استخدم الدين وآياته , وشيخنا القرضاوى , برع فى إنتقاء ما يضيق على الظلم والظالمين الخناق. نحن إذا أمام حيره , أى التفسيرين نتبع , هل نأخذ بالبعد السياسى وكل يتبع خطى سياسة بلده , أو نقتسم الفهم الدينى ونتقاسمه أُخوةُ متحابين.
لعله دائما إسقاط الدين فى السياسه  مشين وينفر فى الدين ويزرى من قامته ,  على الرغم من فشل الحركه الاسلاميه  أو الدينيه السياسيه بشكل عام  لأنها كغيرها من الايديولوجيات تحمل روشته خلاصيه كامله تريد من العصر أن يتغير ليواكبها ,إلا أن  شخوصها  لايريدون أن يتركوا الساحه , ومع ذلك ثمة فهم متقدم لدى الغنوشى رئيس حزب النهضه فى تونس, وإلى حد ما لدى الاخوان , ولكن الاشكال مع  الذين يتحركوا  بعيدا عن التصور السياسى للأزمه , لذلك البرنامج وليس المنابر أو الفتاوى التى يمكن أن تحل الاشكال وتبعد الظلم وتبنى بعد الهدم اليوم,تعانى الأمه اليوم مع الأسف من الدين كمفرق وليس كجامع من خلال شخوصه , ألا يكفينا الشقاق بين  طوائف الاسلام نفسه. لقد عبر شباب تونس ومصر عن إرادتهم ومطالبهم فلمَ  إلانقضاض بإسم الدين عليهم من كل جانب , أليست الحريه مطلب إنسانى بحت , أليست الكرامه مطلب إنسانى خالص, أليست المساواه مطلب لايعترف بالفوارق ولا بالاديان.  مفسدة التطور السياسى الكبرى  هى فى  إشراك الدين فى السياسه , وقمة التخلف إستخدامه رموزه فى تفعيل هذه الثقافيه الدامجه بين إنسانيه الشعب وبين مطالبه والتفريق بينهما بإسم الدين ومن يمثله . لاأحد يمثل الدين , ولا احد ينطق   بأسمه, إذا أردنا التقدم  والتطور فليعود الجميع إلى مواقعهم ووظائفهم , فهم موظفون  لاغير لأن منطق الدوله والسياسه فو ق منطق  الوظيفه ورؤيه الدين. لسبب بسيط لأنها للجميع , وهذا الجميع  توزيع إلهى  وحكمة ربانيه لم يجعل عليها من وصى, ولامتحكم إن من أتى على ثورة   الشبان الاحرار  بالتشويه هى تلك  الخطب التى إنطلقت بالتحريم أو بالتبريك  بأسم الاسلام من الخارج ولم تأنس للداخل ومنطقه وجغرافيته وحدوده.إنها اصطياد فى ماء  عكر , وتسجيل مواقف ضعيفه أدركت من الأمر اسهله ,وكم بودى لولم تنطلق أصلا, ومن يثبت لنا بأنها لم تكن موجهه, لانتهم أحدا ولكن مثل هذا يفتح الباب لإستخدام الدين لدى البعض الضعيف.    فالتوقيت  والاختيار والانتقاء  كلها عوامل تساعد على استخدام الدين, لذلك نطالب برفع الدين الى مكانه كمثال  لايمكن أن تلوثه تصرفات البعض أو تأتى عليه نزوات البشر. إحترموا الدين أيها الساده  لكى تصفو لنا الحياه.ونعيش فيها كبشر, فالسياسة تتطلب الاختلاف لامحاله, والدولة تتطلب التوافق لامحاله هاذين البعدين هما  ما يمكن التعايش معهما , التعدديه كمطلب سياسى والتوافق كمطلب لإرساء الدوله.. فأوقفوا قصف المنابر والفتاوى المقنن بلا مبرر, لكى لايتحول الامر الى كونه أشبه   بقناه فضائيه  ترسمها حدود جغرافيتها.,أو تمليها أجندتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق