الجمعة، 9 سبتمبر 2011

منبر"الجمعه"



عبارات   مثل " ما قال شىء الخطيب اليوم" أو  الخطيب يقرأ من ورقه" أو  الخطيب يكرر نفس الكلام كل جمعه" ثم يبدأ البحث عن خطيب يقول"شىء" أو آخر   يترجل الخطبه أو لايكرر نفسه. بين خطبة المنبر والبحث عن الخطيب  الذى يقول شيئا  يجتر المجتمع نفسه وتاريخه دون وعى ولى هنا بعض الملاحظات.
أولا: المنبر هو المؤسسه الوحيده  فى المجتمعات التى تفتقر الى مؤسسات المجتمع المدنى فلذلك  يفترض الناس  أنه من الضرورى أن يقوم بدورتلك المؤسسات.
ثانيا: الخطيب  هو القائد أو الزعيم أو رئيس الحزب أو التجمع الغير متوج فى المجتمع الغير مدنى  فلذلك يرى الأفراد شعوريا أو بدون شعور مطالبته بالتعبير عن  حاجاتهم وتطلعاتهم وآمالهم   تجاه السلطه.
ثالثا: كما أن  هناك تيارات فكريه وأيديولوجيه فى كل مجتمع فعدم السماح لها  لايعنى عدم وجودها  فقد يعكسها وعى الناس  أو قد تنعكس على رؤيتهم للخطباء  أنفسهم , فاليسارى يبحث عن الخطيب اليسارى الذى يقول"شيئا" مثلا  والمحافظ يبحث الخطيب المحافظ والآخر عن المعتدل وهكذا.
رابعا:  عندما يختزل المنبر دور المجتمع المدنى يسهل السيطره على المجتمع  والتحكم فيه  فالحل ليس فى  دور الخطيب وإنما فى دور المجتمع المدنى.
خامسا: دور المنبر إختلف كثيرا عن السابق عندما كان الإمام هو الحاكم فالخطبة كانت بمثابة مخاطبه للأمه   وإستشعار لرأيها لذلك  كنت أحيانا تأخذ شكل الحوار مع أفراد المجتمع كما فى عهد الخلفاء أبى بكر وعمر وقبلهم مع الرسول  صلى الله عليه وسلم

سادسا: الخطباء اليوم موظفون لدى السلطه  لذلك ضعف الطالب والمطلوب
سابعا: إستخدام المنبر سياسيا كارثه  والخطاب الموجه للمجتمع يجب أن يكون خطابا مدنيا وليس دينيا  لما يوجد فى المجتمعات من أعراق  وأديان وفرق متعدده  ضمن حتى الدين الواحد.
ثامنا: القفز للمنبر إغفال لدور المجتمع وقدرته وواجبه فى إيجاد ما يسهل طريقة عيشه ويضمن مستقبله وحاضره وتحميل رجل الدين مهمة  المجتمع المدنى  دعوه غير مباشره  لضرب مفهوم المواطنه المتساويه فى الحق والواجب.
تاسعا : تنقل المصلين اليوم من خطيب لآخر ومن مسجد لآخر  والبحث عن الجديد هو دلاله عن  التعبير عن ذواتهم وما يحملون من رؤى تجاه دينهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.
عاشرا: من الممكن تماما أن تقوم مؤسسات المجتمع المدنى بدور الخطيب المُطالب به إجتماعيا وسياسيا بل هو دورها وليس دوره أساسا ويبقى بعد ذلك دوره الطبيعى  فى التذكير والتنبيه والتعليم والإرشاد  والتوفيق بين فئات المجتمع  بما يخدم الدين والدنيا بمعنى  أن تكون الخطبه طاقة روحيه  وما أحوجنا اليوم لروح الايمان وليس  لعباداته فقط
أحد عشر: لازلت أعتقد بضروره عدم  التوجه بالخطاب الدينى  الفئوى مباشرة  الى الجمهور  وضرورة أن يكون خطابا شموليا و ضرورة أن يمر من خلال  الابعاد المدنيه والانسانيه  الشموليه.

حينئذ سنخرج من ثنائية المنبر والخطيب إلى ثنائيه أخرى هى المجتمع المدنى والدوله وذلك هو السبيل  لم يمن عليه الله بالهدايه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق