السبت، 3 ديسمبر 2011

عذرية المجتمع العربى السياسيه



لم أتفاجأ كما فعل غيرى من صعود القوى الاسلاميه  فى أنحاء عالمنا العربى حيث ما سقط الاستبداد  واينما إنهارت قواه, بل هذا متوقع وأمر طبيعى   لمجتمعات ماقبل السياسه, المجتمع قبل السياسى هو بالضروره دينى  فى رؤاه وفى تجلياته. الارضيه السيسيولوجيه للمجتمع العربى  دينيه تقليديه, لم تشهد تحولا سياسيا  عميقا ينقلها من مرحلة التقليد الى مرحلة الابداع, استمرار القبيله والطائفه والحزب العائله  كلها تمظهرات لشكل دينى سابق على العمليه السياسيه التى ترتكز على الفرد والبرنامج  واحتساب الزمن والمده, العمليه السياسيه عمليه ذات زمن محدود ورؤيه محدده  وصلاحيه مؤقته فهى دائما فى مرحله تحول كبرنامج وكشخوص. هذا لم يتم خلال تاريخ الامه ولم يتحقق, فالمجتمع العربى لايزال عذرى فيما يتعلق   بمراحل  ولادة الفعل السياسى المنظم  بعيدا عن تأثيرات  المرجعيات الاوليه الحاكمه للقاع الاجتماعى والمسيطره على فضائه الرحب. فهل كان من المتوقع أن يفوز الليبراليون  مثلا فى  مجتمعات  يقتصر فيها تعريف الليبراليه على شرب الخمر  ونزع  الحجاب,؟ هل يمكن ان يفوز القوميون مثلا فى مجتمعات ترى فى القوميه تضاد مع الدين؟ مجتمعاتنا لاتزال هى مجتمعات النشأة الاولى وهى بالضروره دينيه. يبدأ التاريخ بالدين أو دينيا  ثم يتطور ليصبح منهجا سياسيا روحيا يخدم واقع المجتمع  وتحولاته. السياسه تتفجر من داخل المجتمع  لاسباب عديده  يجد المجتمع وضعه فى حالة من  التآكل الذاتى  لذلك يسعى لإنقاذ نفسه من خلال اعادة ذاته على اسس جديده غير تلك التى أوصلت الى مرحلة التآكل والانهيار, اذا هى صراع داخل مكونات المجتمع  لايدعى احدهما العصمه على الآخر . تحييد المطلق واطلاق النسبى. أرخنة الماضى وتحريك الحاضر, تنظيم  فى مقابل شموليه  طاغيه. يقال ان معاويه اول سياسى فى الاسلام وان منهجه اول منهج سياسى فى الاسلام كذلك  ولكن امتنعت السياسه بعد ذلك  وتحولت الى  نوع من تأليه للسلطه التى هى بالضروره مركز لإدارة العمليه السياسه  وليست كل العمليه السياسه , لذلك اصبحت السلطه هى السياسه ,  فما يتساقط اليوم هى السلطه السياسه وليست السياسه  كفن لادارة الحكم  ومنهاج لتداول السلطه , فلا يزال المجتمع العربى مجتمع سابق على العمليه السياسيه  الا أنه غير سابق على السلطويه  السياسه.  مانشهده اليوم من صعود للقوى الدينيه  أمر  كما قلت طبيعى ومتوقع  ولابديل عنه فى الوقت الراهن , فلا بأس   على شرط ان  يدخلوا سياسيا  فى ادارة المجتمع  وبرامجيا فى تنفيذ  خطط الاصلاح والتنميه  فالمجتمع العربى بأغلبية متدين  وهولا يحتاج اليوم الى مزيد من الدين بقدر ما يحتاج الى  ادارة شئونه واوضاعه بما يتناسب مع تدينه , يحتاج كذلك الى الامن والعدل  لكل  فئاته واقلياته,  نريد ان نخرج من ثنائية تديين السياسه أو تسييس الدين بشكل يجعل من  المواطنه شعارا  جامعا لما خلقنا الله عليه من إختلاف  .        

هناك تعليقان (2):

  1. كلام إنشائي يراد به تضخيم أفكار الكاتب . إنشر الفكر بالفكر ولاتعمد إلا تهجين المفردات بإستخدام مصطلحات غير أصيلة لغويآ .

    ردحذف
  2. مقالة تخلو من المضمون و لا فائدة من القراءه ، مجرد مفردات لم تحسن صياغتها ، حاول مره اخرى يا صديقي

    ردحذف