الخميس، 1 ديسمبر 2011

"نختلف معهم ولكن لانختلف عليهم"




 الشعار الذى ساد إبان إحتلال العراق للكويت هو "اننا نختلف معاهم ولكن لانختلف عليهم" والمقصود هنا هو العائله الحاكمه فى الكويت  . ولقد حاول النظام العراقى أيامها استماله بعض القوى الشعبيه الكويتيه المعروفه بمعارضتها للنظام الكويتى ولكن كان جوابهم هو"أننا نختلف معاهم ولكن لانختلف عليهم" ولى هنا بعض الملاحظات  حول منطق الشعار وزمنيته.
أولا: اذا كان الشعار مطلقا تحول الى مايشبه العقيده  وبالتالى صالح لكل زمان  وهل هناك نظام سياسى صالح لكل زمان  ومكان.
ثانيا: مثل هذا الشعار يحكم يقينا على المستقبل حيث لايمكن أن يأتى أفضل مماكان ومما هوكائن.
ثالثا: بالطبع  كان فى ذلك الوقت مؤثرا وطبيعيا  لأن القادم  من السوء بحيث يبدو الشعار مثاليا ومنطقيا  ونابعا من الشعب.
رابعا: مثل هذا الشعار له من المنطق والحجه الكثير فى مواجهة الخارج ولكن ليس بالضروره ان يكون كذلك فى مواجهة الداخل والحراك  المجتمعى  داخل الاوساط  الاجتماعيه والسياسيه.
خامسا: مثل هذا الشعار فيه إعاقه واضحه لإستكمال التحول الديمقراطى كما نشهده بوضوح فى دولة الكويت ويصبح بالتالى فارضا  أو مفروضا وليس تداوليا.

سادسا: يبدو فيه تناقضا واضحا , الاختلاف مع الشخص  والقبول به كشخص  لاغبار عليه , اذا كان إختياريا  ومن منطلق حريه ابداء الرأى  والديمقراطيه ولكن الاختلاف معه  وفرض قبوله يعنى   وجود المطلق, والازمه الكويتيه السياسيه مع رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر والتى كادت ان توصل البلاد الى  مستوى من الصراع خطير جدا , فالاختلاف السياسى مع الآخر  يفرض مساحه من الحريه  والبدائل , لذلك مثل هذا الشعار   يجعل من   التدوال السياسى مثل المثلث  واسع فى القاعده ضيق والمحكوم   فى الرأس والقمه.
 سابعأ:  تبنى مثل هذا الشعار بشكل مطلق يعمل على إيجاد ديمقراطيه منقوصه  تتحرك تحت  شعار عقيدى  بالضبط مثل النظام الدينى تحت ولايه الفقيه"الشعار"
ثامنا:  هذا الشعار  شمولى  وليس فرديا  والشموليه ليست شيئا واحدا أو نمطا واحدا   فتخفى الفروقات الفرديه تحت المسميات  وتفرض بالصالح حينا وبالطالح احيانا كثيره, لذلك مثل هذا الشعار كان مصيبا  تلك الساعه ولربما لايزال حتى الآن ولكن بلاشك يجب فرز ظروف الخارج عن احتياجات الداخل  فالخارج المغتصب لايتساوى البته مع الداخل وان كان هناك اختلافا ولكن الداخل  مع بعضه البعض لابد وان يكون  على نفس المستوى من  المساواه وحق تقرير المصير وإختيار الانسب .

تاسعا : تحول هذا الشعار المطلق الى النسبى  ممكن مع إحتفاظه بقوته ومكانته التاريخه وهو ماقامت به الممالك الدستوريه بعدم الاختلاف عليهم فى وضعهم الدستورى الجديد ملوك  يتركون للشعب تقرير مصيره وخياراته فتزداد شعبيتهم  ويتلاشى الاختلاف عليهم داخليا وخارجيا وفى كل الظروف والاحوال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق