الأربعاء، 18 يوليو 2012

خصوصية العقيدة وشمولية الشريعه

 


في اعتقادي أن تحديد العلاقة بين العقيدة والشريعه أمر هام وضروري لنجاح أي تجمع لمواجه مشاكل العالم الاثنيه منها أو الطائفية أو الدينية بشكل عام فاجتماعات   رفيعة المستوى التى تنعقد تحت مسمى  تحالف الحضارات عليه فيما اعتقد أن يولي مثل هذا الأمر اهتماماً خاصاً حتى في اجتماعاته القادمة وأن الأديان هي أحدى مكونات الثقافة إضافة الى إبعاد أخرى والثقافة في أحد تعريفاتها هي الجانب الغير مادي للحضارة والعنف المسيطر اليوم على العالم نتيجة لجوء البعض الى العقائد بحدودها الضيقة وغياب ثقافة هذه العقائد لأسباب عديدة وحتى تتضح الصورة أحاول أن أجد الفرق بين العقيدة والثقافة فيما يلي :-
1 – العقيدة ثابته ولا تتغير فيما أن الشريعه تأخذبالتراكم عبر الزمن .
2 – ما لا تستوعبه العقيدة تستوعبه الشريعه لشموليتها فمرتكبوا الكبائر في الإسلام مثلاُ تطبق العقيدة عليهم الحدود ولكن الشريعه الإسلامية لا تخرجهم من دائرة الإسلام .
3 – لا يمكن إقامة حوار بين العقائد ولكن يمكن ذلك بين الثقافات .
يتعامل الغرب الذى استوعبت ثقافته أديانه الى درجة التفريغ مع العالم الإسلامي وكأن الإسلام أصبح ثقافة في عالمه ولا يدرك أنه لا يزال عقيدة ولم يتحول الى ثقافة إلا في حدود ضيفة وضمن نخب معينة ولو أدرك مثل هذا الأمر لما أقترب من محظورات تصيب العقائد في مقتل مثل " الرسوم الكاريكاتورية   " لو أدرك ذلك فأني على يقين أنه لن يتجرأ على مثل هذا العمل والدليل على ذلك أن ناشر الصحيفة الدانماركية صرح بأن القصد من ذلك هو اختبار قدرة المسلمين على التحمل وهو بعد ثقافوي عندما يتحول الدين الى ثقافة عامة تخف حدة التوترات وتتحول العقيدة من الجمود الى التحرك ومجاراة الحياة والعصــر .
في اعتقادي أن اجتماعا مثل اجتماع حوار الحضارات عليه أن يتبنى ليس فقط البعد عن تجريح العقائد وضرورة احترامها بل والعمل على إخراجها من دوغمايتها وتحويلها الى ثقافة عامة إنسانية والمعروف أن الإسلام وحده الذى لا يزال يحتفظ بعقيدة صارمة ومحددة ولم تنتقل ثقافته بعد الى جل أبناءه وشعوبه لأسباب عديدة منها الاستبداد الداخلي وعنف الخارج أن الثقافة الاسلامية لو قدر لها الانتشار والتمكن في الأرض لاستوعبت الداخل بكل أخطاءه ونواقصه والخارج بكل اختلافه ومغايرته . فقيام ثقافة إسلامية صحية تمنع من الارتداد الى حدية العقيدة وجزيئاتها وكذلك قيام فهم حقيقي لدى الآخر " الغرب " لأوضاع شعوب هذه المنطقة يرتكز أساساً على دراسة لهذه الأوضاع ودفعها نحو ا لتحسن بصورة لا تحبط وتزيد من حنق الشعوب بل وتعتمد على جس نبض الشارع الإسلامي لا نبض القائمون على أمره لان الاختلاف بين النبضيين شاسع بل ومميت أيضا كما أن الإشكالية التي يجب مقاربتها أيضاً هي في أن الرد الامريكي على عنف وتطرف بعض معتنقي العقيدة جاء على شكل تدمير لثقافة المنطقة " اجتياح أفغانستان واحتلال العراق " مما زاد من تشرنق العقيدة وتصلب أطرافها داخل نفوس أصحابها

هناك تعليق واحد: