الجمعة، 28 نوفمبر 2014

رياض" الرفاع" ورياض " الطمآن" جغرافيا الفطره وإنسان الطبيعه.



ما إن يقبل الشتاء وتتلبد السماء بالغيوم وتنتشر الديًيم"جمع ديمه" وهي السحب الكثيفه المحمله بالمطر, على ربوع قطر إلا وتذكرت الرفاع, وطريق دخان والأفق الممتد عن يمينه وعن شماله بلا حدود , تشعر وكأنك خارج الى فضاء أرحب ,على الرغم من أن سكان الريان بل والدوحة كلها لايتعدون بضعة ألوف , إلا أنك كنت تشعر باختلاف الدينة عن الضواحي , وبإختلاف الضواحي عن البر والفضاء الطلق , ثمة إتزان في النفسيه يستطيع معها الفرد الهروب من حالة نفسيه إلى أخرى , وهو الذي يتعذر اليوم , حيث ماذهبت فثمة شاحنة ورائك وضجيج آلية امامك , فانت في وسط المدينه حتى لو صلت حدود البحر الشماليه أو الغربيه.
رياض الرفاع اللتي أتى عليها الشارع دخان, وأحاط بها ع السور من كل جانب, أما لثكنه عسكريه أو لغرض آخر, كانت مقام أهل قطر في الشتاء , من الوجبه شرقا حتى الحسنيه غربا ,الخزعليه والدحيليات, والشيخ سعيد ,وأم اثنيتين, وغيرهم من اسماء رياض الرفاع التي حفظناها أبا عن جد , وينزلها آبائنا شتاء مع الشيوخ وجمع غفير من أهل قطر الكرام , بيوت متقاربه ومعيشة واحده وأنتماء واحد , كان الرفاع كمنطقه غاليه جدا على الحكم في قطر لايسمح لأحد بقطع السمر منه ولا الشجر, ولاالعبث بتربته وطينه , كان محميه طبيعيه بلا اسوار حيث كان وعي الناس كافيا عن أي سور وقرب الناس من الحكام مانعا من التجاوز , لم اعش تلك الفتره بالتفاصيل , لكن حدثني والدي عنها أنهم كانوا ينزلون هم والخيارين وغيرهم من اعيان قطر في منازل متقاربه مع الشيوخ, أما في الصغر فكنا نذهب الى الوجبه حيث قلعة الشيخ عبدالله بن جاسم والتي سكنها بعده إبنه الشيخ حمد بن عبدالله والتي كانت مسرحا لمعركة بين اهل قطر والحاميه العثمانيه , انتصر فيها اهل قطر بقيادة المؤسس وذلك في عام 1893, على الدراجات الهوائيه ونتغدى في الزرع الكبير فيها ونلعب الكره حتى العصر ثم نعود بمافي ذلك من مخاطرة حيث الطريق الضيق ذو الاتجاه الواحد,أما روضة الحسنيه ففيها بيت كبير لأولاد الشيخ أحمد بن على حاكم قطر في الستينيات رحمه الله , يقضون فيه أيام العطل والمناسبات ويزورهم الاصحاب, وأذكر اننا كنا في روضة تسمى "الشيخ سعيد" في شتاء جميل في عام 68 ميلاديه على ماأظن , حين أعلن خبر وفاة الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله, فحزن والدي لموته فقد كان دائما يصفه بالكرم. في أيامي و كانت ثمة روَض لها طابع اجتماعي , في ايام الشتاء, هناك رياض في الطمآن"مثل روضة "العقوريات" الكبيره حيث يتجمع الشباب ايام العطله الاسبوعيه وتجد في كل ركن أو حزم من حزومها ثلة مجتمعه تشرب القهوة أو تلعب الورق , ومحيرجه جنبها وأم صلال بجانبهما غير تلك الشماليه ثم روضة الفرس الكبيره والتي يقطعها الشارع نصفين وقد اصبحت دارسة اليوم بعد عهد من الاخضرار والنبات , ثم عن شمال الشارع تأتي النصرانيه وقد سميت كذلك في إحد التفاسير لأحجارها الكبيره الصماء صعبة التكسير" وهناك تفسيرات أخرى منها انها مجرى ماء كبير , وآخر يذكر أنها مكان نزله "النصراني" أو استخدمه اثناء التنقيب عن البترول وكان السابقون يستخدمون كلمة نصراني للتعريف بالمسيحي, لست هنا للتدليل او محاوله البحث عن معاني مسميات الروض والوديان في قطر , ولكنني أعتقد أن من المهم إعطاء هذا المجال إهتمام لأنه يكشف عن طبيعة الثقافه السائده في تعاملها مع الجغرافيا المحيطه في محاولة لترويضها وادخالها ضمن أجندة التعامل اليومي ذو الدلاله, , وغربها , "الهشميه " وهي روضه كبيره بها اليوم بها مقام لسمو الامير المفدى الشيخ تميم , وتأتي جنوبها روضه كبيره اعتقد أنها من اجمل واكبر رياض قطر , وأسمها "الوضيحيه" وبها حلال "غنم ومطايا " للشيخ الامير الأب حفظه الله , أما في الشرق منها فتأتي "أم طاقه" روضه كبيره يحدها حزم كبير من الغرب , سكنها معظم اهل قطر في الايام السابقه جئتها ووجدتها قد أصبحت صماء لاتنبت عودا ولازرع. هذه المواقع التى سكنها أهل قطر كان من الاحرى الاعتناء بها وابعادها عن المشاريع القائمه حيث هناك ما يكفي من المساحات الخاليه , المحافظه على البيئه البريه لايعني إقامة مناطق المحميات, المحافظه على البيئه البريه هي المحافظه على تاريختها التي هي جزء من ذاكرة المواطن القطري , اليوم المواطن يهرب بما تبقى له من ذاكره الى البر , فلا تجعلوه مقبرة لما تبقى له من ذاكره, بودي لو ننتبه ونتريث قليلا لأن الارض ملك لله وللأجيال فلا نمتلك بالتالي سوى حق المرور. بلاإساءه
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
الرياض :جمع روضه , الرفاع :المكان المرتفع من الأرض, و"الطمآن" المكان المنخفض من الأرض مقارنة بالمرتفع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق