الجمعة، 28 نوفمبر 2014

المستفاد من الخلاف الخليجي الذي إنطوى

>الآن وقد اصبح الخلاف الخليجي –الخليجي وراء ظهورنا وكلنا امل في أن لايعود ثانية , وأن تبرى الجراح في اقصر وقت وتعود النفوس راضية وتستمر عملية تنميه حقيقه , ترتقي بالانسان , ولاتكرسه أداة وليس غايه , ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أو جزها:
أولا:أثنا فترة الخلاف ظهر ميكانيزم "الفزعه" بشكل واضح وغاب بشكل واضح ايضا دور الرأي العام ,وهذا طبيعي لأن "الفزعه" انفعال ولاتحتاج لأن تعرف الاسباب, بينما الرأي لكي يتبلور يحتاج الى شفافيه ومعرفة تامه بما جرى ويجري.
ثانيا:غياب تأثير المواطن كان واضحا , واكتفت السلطه في دول الخلاف جميعها بإدارة الخلاف بأدواتها بما فيها طواقم "الفزعه " في وسائل الاتصال الجماهيري.
ثالثا: المجتمع المدني دائما يدافع عن قضايا افقيه , تهم المجتمع , بينما في حالة غياب تدافع السلطه دائما عن قضايا عاموديه , قضاياها هي وليس قضايا المجتمع , ايضا هذا كان واضحا في الخلاف الخليجي ولدى السلطه في الدول الأربع.
رابعا: سير المال الخلاف بعيدا عن تاريخ المنطقه وثوابتها التي قامت عليها وآمنت بها قياداتها السابقه قبل الطفرات الماليه , والسباق المالي محموم ومكلف و بالضبط مثل السباق التكنولوجي بين الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحده سابقا, ففي حين كان الشعب الامريكي يدفع الضرائب لتمويله , سقط الاتحاد السوفيتي لديكتاتوريته , في المقابل يعاني المواطن الخليجي من تداعيات الانفاق على الخلاف بدلا من الانفاق على التنميه .
خامسا:مصر هي "مربط الفرس" لابد من ثمة اتفاق وتوافق حول مايجري في مصر ولو في حدوده الدنيا , لأن مشكلة مصر بإمكانها اسقاط جميع الدول العربيه في مستنقع لاقعر له.
سادسا: دولنا الخليجيه لاتستطيع أن تتجاوز دورة الحياه الخلدونيه للامم , الذي تنشأ بالعصبيه في الجيل الاول , ثم بالبذخ في الجيل الثاني و ثم بالتآكل والانهيار في الجيل الثالث والذي يليه و مالم تتجاوزها نحو بناء الدوله الوطنيه و الشواهد تدل على ان الصراعات على السلطه كامنه بين الاجيال والنظائر فيها.
سابعا: لم تنتج الدوله السلطه في مجتمعاتنا , بل العكس السلطه هي من شكلت الدوله لتصبح بالتالي مدينة وخادمة لها , لذلك الأزمه هيكليه ولن تحل الازمنيا وربما بتدخلات وتكلفه باهضه لذلك نرى أن معدلات الأميه والفقر , والتلوث البيئي في المنطقه في مستوياتها العليا, والحريات في تراجع , ومؤشرات حقوق الانسان سلبيه , وهي مؤشرات تخص الدوله , بينما السلطه في دولنا الخليجيه في نمو مادي عمودي بلاسقف.
ثامنا: المطلوب بناء المواطن أولا, في حالتنا الخليجيه الوطن يعني السلطه , والمواطن يعني تابع للوطن أي للسلطه وهذه مفارقه , فالوطن المستلب لاينتج مواطنين , لكن المواطنين الاحرار يبنون وطن.
تاسعا:ظهر بوضوح العلاقه الزبائنيه بين الافراد والدوله في الخلاف الاخير, لذلك ليست العلاقه مباشره من المواطن والدوله في خليجنا , هناك علاقه وسطيه تصل بها للدوله , أما القبيله أو الطائفه, أو العائله , أو خدمات خاصه تقدمها, الأمر الذي يعزل بقية المجتمع ويعطل امكانياته وطاقاته , ويدفعه الثمن لاحقا فيما لايد له في وقوعه أو حدوثه.

عاشرا: يجب ان لايعرض دور الدوله وجودها للخطر , هذه نصيحه لجميع دول الخليج ولنا في التاريخ امثلة واضحه لخطوره وضع الدوله الدور أو الدوله الوظيفيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق