الاثنين، 24 نوفمبر 2014

"حول الانسان وذاكرة المكان" مذكرات ريانيه" رجال حول الشيوخ


من عاش في الريان القديم في الستينيات لابد وان يذكر مبارك الشمالي والغامدي وعباد خير وخميس الطبيشي وسالم بن بطي وسليمان بن هندي واخويه ماجد وسيف بن هندي وسرورالعبدالله وعمر الدفع وآخرين لااستطيع عدهم أو هناك من هو أكبر مني وأعرف مني بهم,بعض هؤلاء كانوا ينظمون الاوكسترا اليوميه التي تعزف على مسامع أهل الريان , حين زيارتهم وسلامهم على الشيوخ ومنظمي الحفل اليومي للقاءات بالشيوخ والجلوس معهم, بعضهم كان أكثر قربا من الآخر عند الشيوخ واكثر سلطه, طابع الحياه في الريان حين كان مركزا للحكم , يتطلب نوعا من الحجابه والحراسه , حيث لم تكن المواكب الرسميه قد انتشرت بعد, ولم يكن حرس الشرف قد ظهر بعد بصورته الرسميه,, فكان وضع البعض من هؤلاء قويا بحيث يتحكم بمن يصل الى الحاكم وبمن لايصل , هذه الفئه الطيبه من اهل الريان , كانت من الوفاء والتفاني , الى حد ان اصبحت حياتها تبدأ من يوم الحاكم أو الشيخ وتنتهي بإنتهاء يومه, لم يكن هناك غرباء ولامجنسين , في الدائره القريبه من الشيوخ والحكام في ذلك الوقت, لذلك كان هناك من يحقد على البعض منهم لقربهم من الشيوخ وحصولهم على بعض الامتيازات , ليس جميعهم ولكن القله فقط منهم , ماكان يلفت النظر هو أن جميعهم تقريبا كانوا يحرصون على تعليم ابنائهم بشكل ربما أكثر من حرص غيرهم من المواطنين حتى الميسورين منهم , لذلك نجد العديد من ابناء هذه الفئه اليوم يتبوأون مناصب عليا وبشهادات عليا,سالم بن بطي والغامدي رحمهما الله ,على طيبتهما وإخلاصهما إلا أنه لايمكن أن تشاركهما الطريق وهم يقودان سيارتيهما , وقد رأيتهما بعيني كيف يحتلان كل الطريق بسيارتيهما"الجيب" فالسياقه بالنسبة لهما كانت معركه والتحكم في المقود امر صعب وجهد جهيد,فلا محالة أن تفسح لهما الطريق والا عليك ان تتحمل النتائج حيث لاتامين ولاتحقيق ينتظر, عمر الدفع تاجر كبير واول محطة بنزين في الدوحه رأيتها ولاتزال ملكا له, وخميس الطبيشى رحمه الله كان رجلا كريما وميسورا , عباد خير , يجمع الايمان والتقوى كأن لم يجمعهما انسانا قبله,سليمان بن هندي عرف بشدته وصرامته في أداء واجبه واخلاصه وتفانيه, مبارك الشمالي من اكثر الشخصيات ظرفا في الريان القديم واولاده اليوم من احب الشخصيات الى اهل الريان لطيبتهم ومودتهم, هذه البيئه القريبه والتي تشكل حزاما شعبيا خدميا للحكام والشيوخ على بساطتها كانت تؤدي وظيفتها على افضل ماتكون التأديه , وحتى بعد إنتهاء دورهم ووقتهم عاشوا مع اهل الريان لانهم اصلا منهم , دونما مشاكل أو منغصات أو تراكمات , بل بالعكس كانوا دائما مكانا للترحاب وللتذكر بزمن كانت العلاقات فيه من البساطة بحيث يمكنك أن تلاقى اخاك بوجه طلق فيصفح لك , رحمهم الله جميعا , فقد كان زمنهم زمن الاخلاص والايثار و فلم يتنكروا له وكانوا على عهده من الاوفياء.

هناك تعليق واحد:

  1. مقال جميل فعلا , لقد كان الريان القديم ايقونه المدن القطريه , ليس لكونه مركرا للحكم ولا لكونه من أروع الأماكن التي اشتهرت بمرازعه الكثيره في بيئه صحراويه , فبالرغم من أهمية كل ما سبق الا ان الأهم كان طيبة اهله وتوادهم وتراحمهم فيما بينهم رغم ضنك العيش
    شكرا بو محمد

    ردحذف