الأحد، 25 أكتوبر 2015

بين"صلح وضعك "و"مطلوب فورا للتجنيس"


في الثمانينيات من القرن المنصرم , لازلت اذكر حملة قامت بها وزارة الداخليه تحت مسمى "صلح وضعك" حول أولئك الذين حصلوا على الجنسيه بطرق غير واضحه وتحتاج بالتالي الى مساءلة عن كيفية حصولهم عليها وتحت أية ظروف وبأي طريقه , كانت المنطقه مشتعلة بالحرب العراقيه الايرانيه , وكان الأمن دائما هو المرتكز الذي تقوم عليه الدوله حفاظا على المجتمع وعلى مقدراته , أذكر أن شخصيات كبيره ومنها من لايزل حتى الآن يتبؤأ أعلى المناصب , كان ضمن حدود المساءله حول كيفية حصولهم على الجنسيه وشرعية تلك الكيفيه . بل كان الأمر يحتاج إلى تزكية جديده من بعض وجهاء المجتمع وإعادة تأهيل من قبل المجتمع لأولئك الذين كانوا هدفا لتلك الحمله, ومنهم من ولد في قطر أو عاش عمره كله فيها ,اسي ومشاكله وأحداثه على أمنها وسلامتها , سمعت تقديرا كبيرا لمثل تلك الجهود والثناء على اصحابها من الاباء في حينه والابناء الآن في ظروفنا الحاليه , بعد أن تحوَل الوضع من "صلح وضعك " الى "مطلوب فورا للتجنيس", حيث أصبح الحصول على الجنسيه أو التثبت منها لايحتاج الى تصليح بقدر ما يحتاح الى مجرد تقديم بل أن هناك طلب دون حتى عرض . الأمران على طرفا نقيض , وخير الأمور الوسط , دول الخليج لاتزال وستظل دائما وسط بحر عارم من التقلبات السياسيه والاقتصاديه وهي في حاجة ماسة للتنميه كذلك ولكنها في حاجة أمس الى الأمن والاستقرار , لأنها اذا ماقدر الله وتزعزع النظام السياسي في هذه الدول , فلايمكن إطلاقا التنبؤ بما قد يحدث بل لايمكن التنبؤ بالهوية القادمه لهذه المجتمعات , ندعوا صادقين بأن يكون الأمر بين حالة "صلح وضعك" وحالة سجل هدفا تحصل على الجنسيه" أو على الأقل مكتسباتها .التطرف في القرار الحكومي خطير جدا وقد يورث تطرفا مجتمعيا فيما بعد , فيصبح الانتماء مرتبطا بالاحباط وليس بالحب والولاء ,ولايمكن تصور ماهو أخطر من الانتماء المحبط الذي يتلاشى فيه المواطن ويحتمي خلف احباطه وينسل من الحياة الاجتماعيه وينزوي في حنايا الوطن , ويصبح الوطن في داخله مصدر شقاء لأنه فقد حس الاطمئنان والامان من جانبه بعد أن كان يعيش في أحضانه مطمئنا واثقا من حرص وطنه عليه وعلى أجياله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق