الأربعاء، 24 أغسطس 2016

إذا سُئلت عن التاريخ....تحدث بإسهاب عن "العرضات"



 ينطلق نظامنا التعليمي  العربي من أبوية واضحه لاتريده يخرج عن إطارها  وعن أجوبة مسبقة يدفع اليها الطلاب دفعا , تتحول معه دراسة التاريخ إلى "تأريخ" موجة , ودراسة السياسة إلى "تسييس" ممنهج , لذلك يتخرج اجيال  لاتحتمل العلم وإنما  تتعلق بالأيديولوجيا, نتكلم عن المنهج والمنهج ليس سوى طريقة في حين أن ماخلف المنهج عقيدة غير علمية وإنما تاريخية منقبضة صارمة , ليس المطلوب البحث إلا في إطارها  والمثقف ليس سوى أحد تجلياتها , ليس هناك أفق مفتوح للتفكير خارجها يجعل من المثقف حالة من الحراك والبحث المستمر , هرول "فوكو" الى إيران بعد ثورة الخميني باحثا عن فكرة جديدة  تتفجر هنا وهناك ,وهو من عرى السلطة  ووضح أثرها الرهيب على الجسد الانساني,  النظام التعليمي الحيوى هو دلك النظام الذي يخرج طالبا لاأفق يقف أمام تفكيره وابحاثه وتطلعاته, يضع المسؤولون عن نظامن التعليمي أهواؤهم  في اسئلة الامتحانات , وتضع الدولة رغبتها , ويضع النظام  ما يستحسنه  ويحافظ عليه وعلى بقاءه ويُطلب من الطالب ان يجيب على أسئله  حددت إجاباتها مسبقا. فيدرس الطالب مثلا أن سبب سقوط الاتحاد السوفيتي السابق   أنه "ملحد" مثلا وتطرح جميع المواد بمافيها العلمية البحته من خلال الدين أو إنطلاقا من الدين  ويبحث في النص الديني  عن الانجاز العلمي  وليس في المختبر , وإن هذا العالم  صاحب النظرية التي  أحدثت دويا هائلا ملحد  فأجتنبوه, وليس هناك داع حتى للمرور على نظريته  لطالب العلم  أو الباحث , يتم نسف جميع الاحداث التاريخيه والسياسية , وأذكر أننا تخرجنا من قسم علم الاجتماع دون أن ندرس أو نمر على النظرية الماركسيه ولو بإيجاز  وهي من أهم نظريات التغير الاجتماعي ولاتزال فاعلة إلى اليوم, فإذا سئلت عن ماركس مطلوب منك أن تجيب عن عمر بن الخطاب , وإذا سئلت عن المقاومة مطلوب منك أن تتحدث عن حزب الله مثلا, وإذا سئلت عن الوطن عليك أن تتحدث عن النظام الحاكم فيه, يبدأ النظام التعليمي  مجالا للعلم لكن لايلبث أن يتدثر بالدين وبالقبيلة وبالطائفية , لذلك لا المختبر ينفع ولا النظرية تتطور   حيث هناك اجوبة أكثر من الاسئلة فيصبح تصحيح الامتحانات مادة دسمة للإنتقاء في مجتمعات  تكوين الصفوف  ومن ثم الاصطفاف  دون اي أسئلة عن سبب ذلك , سئلت أحد الاخوان المهتمين على مايبدو بالتاريخ عن  مصادره العلميه حول تاريخ قطر  فتحدث لي بإسهاب عن "العرضات" السنوية إحتفالا باليوم الوطني  ,   

هناك تعليقان (2):

  1. قمة الروعة ولا تعليق لقد أضحكتني أضحك الله سنك!!!

    ردحذف