الأحد، 20 أغسطس 2017

الأزمة والوعي الزائف



علينا  الانتباه على أن اي وعي  يقودنا إلى مادون الوطن  هو "وعي زائف".أخشى ما اخشاه من تشظي الوعي بحيث يسيطر على فرد أو جماعة فيعتقد أو يعتقدون انهم على حق وغيرهم على باطل, أو أنهم  وحدهم من يمثل الوطن  أو البطل في الدفاع عن الوطن , لذلك فإن مؤسسات المجتمع تلعب دورا هاما في تكوين الوعي الحقيقي الذي  ينطلق من الواقع, لأن في ذلك شرطا رئيسيا حتى لايكون زائفا. فهي وحدها القادرة على تنمية الجانب الفكري والعقلي  بدلا عن  التلقين المجرد الذي يُخلق بالتالي وعيا زائف. اليوم في هذه الازمة , المراد كما يخطط المحاصرون أن  نكون مجتمعا تابعا ومسيطرا عليه وهذا لن يتحقق لهم  طالما كان الوعي حقيقيا وليس زائفا  أي  أن ينطلق من الوطن مؤسسة وليس من الافراد والجماعات والطوائف. من صور الوعي الزائف   التي قد تسبب إشكاليات كثيرة للمجتمع في المستقبل أن يُربى النشء على التلقين  تربويا , حينها يصبح صيدا  سهلا  لحبائل تزييف الوعي سواء دينيا أو سياسيا  . نحن في أشد الحاجة اليوم  الى  أن يكون مصدر الوعي هو الوطن  وليس غيره  فالوعي الحقيقي يساعد في تغيير الواقع أما الوعي الزائف فيقوم على تكريسه, خاصة عندما يكون الانسان في مرحلة من عدم ادراك ما يدور حولة في زمن التضليل والفتن والصراعات. فالملاذ الوحيد هو ان ينطلق الوعي من الوطن ومن قيم المجتمع النبيلة. النظام التعليمي يتحمل جزءا كبيرا  من  هذه المسؤولية العظمى وهي تبديد الوعي الزائف الذي يتبرمج عليه الاطفال والذي يبقى مسيطرا عليهم طوال حياتهم ومهما حملوا من شهادات بأرقى الجامعات إلا أن وعيهم  لم يتغير ويظل مرتبطا بوحدات صغرى  مادون الوطن  سواء دينية كانت أم إجتماعيو فأول خطوة يحققها الانسان في معرفة ذاته هي هو شعوره بإنتمائه لمجتمع يتطور تاريخيا وحضاريا , إذا فقد المجتمع هذة الخاصية تبدأ طبقات الوعي الزائف بالتراكم على العقول , أزمتنا الراهنة أزمة وعي زائف  يمثله هذا الحصار الجائر , وأول خط دفاع  نواجهه به هو  الوعي الحقيقي النابع من الوطن الواحد , من قطر , هي القبيلة وهي الطائفة  , أحذروا من الوعي الزائف الذي تحمله كثيرٌ من وسائل الاتصال الاجتماعي ,  وبذور الشك  والتفرقة التي تُلقى هنا وهناك وأعتصموا بعد الله بحبل الوطن  وبالوفاء للأمير .وبالمكاسب التي تحققت  حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق