الأحد، 20 مايو 2018

ذاكرة المكان

 
 الصقارة  وهي" فن تدريب الطير على الصيد" في دم كل قطري أصيل وتُعد من المهارات الرجولية  وتصل الى حد أن تكون مهنة في ذلك الزمن الذي مضى , الجميع تقريباً في الريان حيث نشأت كانوا يمتلكون صقوراً ويدربون أولادهم على حملها وتدريبها وترتبيتها والصيد بها , ومن يحظى بصقارة طير الشيخ يكون قدبلغ  درجة عالية في سلم هذه المهنة, قيم البر والصحراء كانت مترسخة في أذهان النشء لذلك كانت هواياتهم مرتبطة بهذه القيم  الرجولية لما تحمله من معنى , ينشغل الصقار دائماً بتوفير "فريس" للطير بشكل يومي , لم تكن هناك مشكلة فأنواع الطيور وأشكالها كانت  في مثل أعداد الناس  في ذلك الزمان , كانت زروع الريان تمتلىْ بأشكال شتى  من انواع الطيور  وغيرها من مناطق قطر  حتى في مناطق الدوحة ذاتها أذكر أن منطقة النعيجة  من مناطق تواجد الطيور  وأصطيادها , كانت البيئة أكثر ثراءً  روحيا منها الآن  حيث أصبحت أكثر ثراء إسمنتياً وأختف الروح سواء كانت بشراً أو طيراً. منطقة الوجبة  قصر الحكم اليوم كانت منطقة قنص مفضلة وما حولها من رياض الرفاع , لم أشهد تلك المرحلة لكن والدي رحمة الله حدثني عنها وعن ماكانوا يصطادون فيها وفي حولها من حباري وكراوين"جمع كروان", مناطق السيج حيث مول قطر اليوم والثميد وما جوارها شهدتها  مناطق صيد حتى اواخر الستينيات ومابعد قليلاً, في أيام العطل كنا نسلك طريق "برنيوش" من الريان الى أم القهاب  وسمى بهذا الاسم تشبيها بأكلة البرنيوش  المشهورة عند أهل قطر حيث العيش الاحمر والسمك لأن تربته وحصاهُ يميل الى الاحمرار, أم القهاب روضة كبيرة  بها آبار مياه ينزلها الشيوخ شتاءً أحياناً  , أذكر أشهر طير أمتلكناه يُدعى عدوان وهو حر وقد أبلى بلاءحسناً  في الصيد وكم كنت حزيناً في ذات يوم حين وجدته ميتاً خنقاً كما يبدو وآثار  الحية"الافعى" تملأ  المكان من حوله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق