الجمعة، 24 أغسطس 2018

مقاربة"فلسفية" لحل الأزمة



مضى أكثر من عام  على الازمة الخليجية الراهنة"حصار قطر" إختلط فيها الزمن الكوسمولوجي بالزمن النفسي , الزمن الكوسمولوجي  بماهو الزمن المعروف ايام وشهور وسنين والزمن النفسي  بماهو الانسان وشعوره واحاسيسه داخل هذا الزمن الكوسمولوجي. هوةٌ كبيرة بين هاذين الزمنين , لم ننتبه  ولم ندرك  بأن هذة الهوة وهذه الفجوه بين هاذين الزمنين لايمكن ملؤها  الا من خلال الاعتراف والسرد , الحصار كزمن كوسمولوجي له اكثر من عام  ولكنه كزمن نفسي  ليس كذلك خاصة ان الشعوب  غير مسؤؤلة البته  لا عن اسبابه ولا عن نتائجه  فهو زمن نفسي  للسلطة  وليس للشعوب . وذلك يبدو واضحاً  من إصرار سلطات دول الحصار على الحل النيتشوي له عن طريق القوة  والاخضاع  وهو ماثبت بطلانه  وعدم قدرتها على فرضه بالرغم من جميع محاولاتها  لانها لاتدرك كما ذكرت المسافة بين الزمن الكوسمولوجي والزمن النفسي  التي لايمكن ملؤها الا عن طريق السرد والاعتراف والحوار. خاصةً  ان الاصرار  على الحل النيتشوي  وسياسة القوة يضعها هي ايضاً  ضمن  جدول  الانسان السوبرمان  وتصبح بالتالي وسيلة له لتحقيق رغباته  واملاء شروطه   وهو مايمثله ترامب خير تمثيل , اعتقد الآن أنه بات واضحاً للعيان أنه للخروج من حالة  الابتزاز لجميع الاطراف  ليس في الاستمرار في طريق امحاولة الاخضاع بالقوة  والسياسة النيتشوية الذي يمثلانها دونما ادراك بالعواقب كل من المحمدين , بل الحل عن طريق  اعتماد  فلسفة التواصل الاجتماعي الذي يمثلها  هابرماس  وتلميذه  هونيث  وفلسفة الاعتراف كذلك التي يمثلها بول ريكور , فالحوار  شكل من اشكال النضال  وليس كما يظنه البعض مجرد  مناقشة بعض النقاط وتلافي  العداء واسس الخلاف ,  فالحوار اذا  ما اشتمل على الاعتراف المتبادل وتحديد الاخطء والخطايا  ومن ثم الغفران والتسامح من جميع الاعضاء , لأنه ليس هناك  خطأ ولاخطيئة  مجردان دون   شروطهما الموضوعيه أو الذاتية ,خاصة كما قلت ان الشعوب  ليسوا  اطراف حقيقية  في هذا الخلاف, في هذه الازمة  لايجب استحضار فقط المصلحة والمنفعه وهو ما يجعل من  الحل النيتشوي مدخلاً ولكن  يجب استحضار النموذج الاخلاقي  الذي يجعل من الاعتراف المتبادل والحوار القائم على النضال كمطلب للتعايش الإنساني حتى يصبح منهجاً تواصلياً  وليس مجرد وعود تطلق , من هنا فقط يمكن ان نملأ الفجوه بين الزمن الكوسمولجي الذي يتطاول يوماً بعد آخر والزمن النفسي الذي يزيد إحتقاناً يوماً بعد آخر كذلك والذي كل ماأستمرأكثر كلما  استحوذ اكثر وأكثر على فكر الشعوب وجعل منهم موضوعاً له  وإن لم يشاركوا أصلاً  في أسبابه ولكنهم مع استمرار الوضع كما هو سيتحملون نتائجه  بلا شك.

مقاربة فلسفية لحل "الأزمة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق