الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

خيانة الطبقة الوسطى


 

هناك جدل كبير حول تعريف الطبقة الوسطى  بل أن هناك جدلاً مستمراً وضبابية كثيفة  وواضحة حول تحديد سماتها وخصائصها في المجتمع العربي عموماً والمجتمع الخليجي بشكل أخص,  لكن مايمكن الاتفاق عليه هي أنها من يتحمل العبء الأكبر  في مجريات التحولات  الاجتماعية والسياسية التي تمر بها هذة المجتمعات , للطبقة الفقيرة  مع  ضبابية هذا المفهوم ايضاً في مجتمعاتنا  بالاخص  دور ووزن ولكنها محكومة بالطاعة نظراً لظروفها وحاجتها  وحتى في حالة غضبها فإن التعامل معها سهل من خلال القاء  بعض الفتات المادي والاعلامي من وعود  وامنيات , أما الاغنياء  رغم ثرائهم الا انهم لايملكون الروح البرجوازية اللازمة  والوعي الملازم  لها كما كان الحال في البرجوازية الرأسمالية في الغرب  فهم في احسن الحالات وسيط او سمسار  تتوسع معه دائرة الفساد ويزداد محيطها. بين هؤلاء وهؤلاء تصطف طبقة وشرائح متعدده تتفاوت في قدراتها المالية وتتميز بمستوى من التعليم  هي من يتحمل عب المرحلة في اي مجتمع , لاحظنا حتى في أزمة الحصار الراهنة اليوم , أن هذه الشرائح هي من يتحمل ويتصدى لمقاومة هذا الحصار  وعبء هذه المرحلة من التحولات الدراماتيكية التي تجتاح المنطقة, والجدير بالذكر أن الشريحة الوسطى في المجتمع القطري  هي مجموع   رأس المال الإجتماعي "الجاه الاجتماعي"  للعوائل والقبائل القطرية الذي شكل أبناؤهم  فيما بعد طليعة المتعلمين وأوائل الموظفين الحكوميين  بعد قيام الدولة بإتباع سياسة تعليم وارسال بعثات بشكل واسع في اواخر الستينيات والسبعينيات  قبل تفاقم الظاهرة الريعية بشكل  أثر على طبيعة التعليم والثقافة , ولكن يبدو عدم التقدم  في توسيع خيارات هذة الشرائح يجعلها في مأزق ويحولها  الى حالة من الغضب والاحتجاج السالب  وتفقد بالتالي امكانيتها الخاصة  في الحراك الايجابي الوطني الفعال , أدعوا الدولة الى عدم خيانة الطبقة الوسطى, كما أدعو الشرائح الاجتماعية الوسطى الى عدم خيانة الدولة, خيانة الدولة لها بعدم توسيع خياراتها السياسية والاجتماعية  بحيث تصبح الشريحة الاوسع والاشمل ضرورة لإتزان المجتمع  وحفاظاً على وسطيته, وخيانة الطبقة الوسطى للدولة تتمثل في استسلامها للإغراءات  والمزايا الريعية حتى تتخلى عن دورها الحقيقي والطليعي في أمن واستقرار المجتمع,    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق