الاثنين، 12 نوفمبر 2018

مواطن مؤجل يعني مقيماً غير مستقر



بين الحين والاخر تطرح قضية المواطن والمقيم  من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي ويحدث نوعاً من الانقسام الحاد بين وجهات النظر تصل احياناً  اتهام البعض بالعنصرية أو إتهام المقيم بالانتهازية , ويستعان بالتاريخ  وبالاسقاطات السابقة  لحوادث جرت هنا او هناك تثبت  الولاء او عدم الولاء ويصبح الامر  مشاعاً ومبتذلاً  له بداية وليس له نهاية , في إعتقادي العلاقة بين المواطن والمقيم في قطر  علاقة تاريخية قديمة فقطر منذ الازل كانت مقاماً للكثير من الاخوة العرب من المشرق اولا ثم اصبحت من المشرق والمغرب لاحقاً, والقطري بطبيعته ليس عنصرياً فمالذي إذن حدث  ليبدو الامر وكأنه ظاهرة تشغل بال الطرفين المواطن والمقيم , في اعتقادي هناك عاملان  يبدوان على قدر من الوضوح لتفسير ذلك .

العامل الاول :شعور المواطن بالتأجيل  حيث,يشعر القطري أنه مواطن مؤجل  لكثرة الوعود  وانتظاره للوفاء الذي طال.

ثانياً:    هناك شعوراً عاماً لدى المواطنين بأولوية المقيم  في فكر الدولة  تركز بشكل خاص  خلال هذة الازمة المستمرة.

هاذان العاملان هما  سبب التوتر في العلاقة  لدى المواطن والمقيم والذي ينعكس صداها خلال وسائل الاتصال الاجتماعي,

 شعور المواطن أنه غير "مُفَعَل" بالشكل الكافي جعل منه نزقاً تجاه الآخر , ليتهم بالعنصرية  من قبل المقيم وهوغير ذلك.في إعتقادي أن على الدولة دور كبير , في ضبط العلاقة بين المواطن والمقيم خاصة في ظل هذا التواجد الفخم  لكل هذة المؤسسات التعليمية والاعلامية  والبحثية التي  يستوطنها عدد كبير من الاخوة المقيمين الاكفاء,كلما  جرى تأجيل  المواطن كلما  كان أكثر حساسية تجاه المقيم , كلما إنعكس ذلك سلباً على إستقرار المقيم ,ماذا أعني بالمواطن المؤجل ,؟أالمواطن المؤجل هو المواطن الذي ترعاه الدولة  من مولده حتى وفاته  لكنه يفتقد الرؤية الواضحة للمستقبل حيث أنه ضمن واجبات الدولة ولايشعر بكيانه الذاتي حق الشعور, هو مكتمل البناء المادي , مؤجل الاكتمال المعنوي بينما يجمع لاينطبق ذلك على المقيم القادم للعمل  ضمن شروط تقاعد تستفيد الدولة من اكتماله المعنوي وتضمن له كذلك اكتماله المادي او بعضه.

في السابق كانت علاقة المواطن بالمقيم أكثر سهولة  واقل تعقيد  نظراً لأن طموحات الدولة في السابق أقل بكثير من طموحاتها اليوم ,لذلك من الاهمية بمكان  وضع معادلة المواطن والمقيم في صيغتها السليمة بحيث يبدو تفعيل المواطن هو إستقرار للمقيم و نحن بحاجة الى إخوتنا المقيمين , كذلك نحن في حاجة الى مواطن يمتلك صحة نفسية  جيدة , المواطن المؤجل مصدر إزعاج لأن التأجيل إنتظار والانتظار  نار كما يقال , كلنا نتعرض أحياناً كثيرة لضغوط الانتظار  ونتصرف بعصبية المنتظر الذي طال إنتظاره, بين إحساس المواطن بالتأجيل, وشعوره بتفضيل المقيم فجوة يدخل معها "الشر" الأخلاقي أرجو أن تحظى بالاهمية والاهتمام الكافيين لردمها , بحيث يصبح المواطن فاعلاً بشكل يشعر معه بكينونته ,و حتى يستقر المقيم بشكل يشعر معه بإنسانيته.

هناك تعليق واحد: