تتداخل كثير من المفاهيم والمصطلحات المجتمعية مع بعض , يختلط بعضها ببعض ويصبح التفريق بينها صعباً , المفهوم أو المصطلح في مجتمعاتنا بعضه نتاج الواقع وبعضه الاخر مستورد وهناك مفاهيم قبلية أدخلناها مجال الدولة مما وجب بل أصبح من الضرورة بمكان الوعي بها وبجذورها , سأتناول هنا , ما أصطلح عليه المجتمع حول مفاهيم , الأعيان وكبار الشخصيات والنخبة أو الصفوة والفرق بين كل منها.
أولاً : الأعيان أو الوجهاء, هذا مفهوم تاريخي لايجب اللعب به أو كسر محيطه , وهو من المفاهيم المركزية في الفلسفة الاسلامية إلا أن الاستخدام الاجتماعي له يحمل بعداً تاريخياً ويُكتسب من خلال النسب والامتداد العائلي واحترام الناس عبر الزمن والموقع القبلي أو العائلي وهؤلاء يمثلون سلطة تقليدية وأذكر العديد منهم في قديماً وحديثاً ولايزالون رغم تداخل المجتمع وزيادة عدد أفراده, حين يأتي الوافد أو النازل الجديد في الفريج حيث كثيراً ما تطلب السلطات من يزكيه فيرجع الى هؤلاء في الفريج لكي يخاطبون السلطات بما يعرفونه عنه وعن سمعته تمهيدا للإعتراف به مجتمعياً, وهم بالتالي ذاكرة المجتمع ويعملون باستمرار على تماسك المجتمع وصيانة وجوده.
ثانياً : كبار الشخصيات :وهو مفهوم ظرفي وليس بنيوي كمفهوم الاعيان أو الوجهاء وينتمي اليه كبار المسؤوليين وبعض المشاهير في المجال العام وقادة المؤوسسات , ومكانتهم وظيفية تستند الى الظهور الاعلامي والعلاقات وهم طبقة متغيرة قد تختفي بإختفاء أسباب وجودها كزوال النفوذ والمنصب أو الثروة وهم يمثلون في الاخير صورة من صور النجاح الفردي.
ثالثاً:النخبة أو الصفوة فهي تختلف عن غيرها حيث تستمد وجودها من الفكر والعلم والانجاز الفكري والثقافي والاخلاقي, وتضم العلماء والادباء والقدوات الاخلاقية وشخصيات المجتمع المدني. تنزلق مجتمعاتنا نحو الخلط بين هذه المفاهيم, أو الحكم عليهم من خلال نظرة سطحية , كعدد المتابعين لاجودة المحتوى أ و بالمنصب دون النظر الى الثقافة أو على الشكل دون المحتوى.
الخلطة المناسبة التي أراها كالتالي , عودة الاعتبار الى النخبة الفكرية وتنقية مفهوم الاعيان مما لصق به من تراكم لم يأخذ بالبعد التاريخي والاجتماعي اللازم له وتوجية كبار الشخصيات لخدمة المصلحة العامة أولاً. لكي يتوازن المجتمع ولايفقد مرونته وخطواته نحو الامام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق