الأحد، 29 أبريل 2012

حراك الدوائر وإفرازاته فى المجتمع القطرى

 





ظاهرة القطرى المتعصب لقبيلته وعائلته ويعتبر بأحقيتها على غيرها أصبحت أكثر من واضحه,"والتعصب أساسا ميكانيزم دفاع" ,وإن صرح هو بغير ذلك ولكن نفسيته تستيقن ذلك. لذلك تجد حراك المجتمع القطرى على شكل دوائر متفرقه وليس على شكل دائره واحده تنحو الى الشموليه. طبعا برزت مثل هذه الظاهره فى العقود الآخيره بشكل خاص وساعدت السياسات الحكوميه الاسكانيه على تمركزها وثباتها مع الأسف. علاقه المكان بالمعنى علاقه وثيقه ومترابطه, المكان ذاته موئل ومصدر لإفراز المعنى.المكان يفرز فكرا ومعنى يحتمل ما فيه من تنوع .فإذا إحتمل المكان الجميع أفرز فكرا ومعنى جماعيا أو يعبر عن الجميع ويختزل الفرد فى المجموع. أما إذا كان المكان أُحاديا فأنه يفرز الأحاديه فكرا ومعنى وهدفا. هناك بُعدا آخرا أكثر خطوره وهو خطر الانعزال والعزله بين أفراد المجتمع نظرا لتعدد المكان والمحتوى, قديما لم يكن ذلك موجودا لأن المناطق السكنيه كانت اساسا تاريخيه بمعنى أنها جمعت الكل كالريان والوكره والخور والدوحه بينما المناطق الجديده المستحدثه جمعت القبائل والاسر والعوائل بشكل فى أغلبه إنتقائى ومحدد. إذا لم يتجه المجتمع بوعيه نحو شمولية المواطن القطرى بغض النظر عن أى بُعد آخر وإذا لم تتجه الدوله نحوه كمواطن بعيدا عن الاعتبارات الآخرى التى لم تكن ضاره إلى حد ما فى السابق بقدر ماهى عليه اليوم نظرا لمحدودية السكان فى السابق ومعرفتهم لبعض البعض ومعرفة الدولة لهم فردا فردا, فإن المستقبل سيشهد كثير من الاحتقانات الاجتماعيه فيما يتعلق بتجزئه الوطن فى وعي المواطنين وتجزئه وعى المواطنين تجاه غيرهم من حديثى المواطنه ومن المقيمين. علينا الاتجاه نحو المكان كمصدر لتعزيز المواطنه وقطر كلها مكان , الخطوره فى إستبدال المكان بالرابطه الاوليه للإنتماء ويصبح المكان مكانها ويصبح الوطن طارئا عليها وليست هى التى يجب أن يختزلها الوطن أساسا وتذوب داخل الولاء له . الدوله مقبله على إنتخابات وتقسيمات اداريه وإنتخابيه ولديها العديد من الحلول لتخطى حاجز المناطقيه الضيقه التى وضعتها السياسات السكانيه السابقه ربما بحسن نيه حيث قلة العدد ولم تدرك أنه حتى أسم المكان كذلك ينتج وعيه ورابطته الدمويه . فإذا انتجنا قطرى محدود بمنطقة قبيلته وعائلته إسقطنا مواطنا للمكان يسمى قطر علينا أن نحذر فلم نعد نعيش فى معزل مما يدور خاصة أن نُذر الخطر تلوح فى الأفق يبصر بها كل من كان له قلب وبصيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق