الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

"حول الإنسان وذاكرة المكان" مذكرات ريانيه –الحلقه السابعه

ا13-لرحلات الجامعيه , ومركز دراسات الخليج
في محاوله لجذب مزيدا من الطلبه القطريين للدراسة فيها, ادرجت إدارة الجامعه رحلات سنويه لطلبتها في العطلة مابين الفصلين الدراسيين, وحددت وجهات معينه لكل فصل على حده, فكانت رحلتنا الاولى كفصل إلى المملكه الاردنيه الهاشميه وإلى الجمهوريه العربيه السوريه بعد ذلك , وأذكر اننا وصلنا دمشق برا من الاردن في نفس اليوم الذي حل فيه الرئيس العراقي صدام حسين ضيفا عليها , مع بدايات الثوره الاسلاميه في إيران وقيام نظام المرشد فيها, وقمنا بزيارة جامعة دمشق وجامعة حلب كما قمت بتسليم درع جامعة قطر الى رئيس جامعة حلب وابلاغه تحيات الدكتور محمد كاظم رئيس جامعة قطر رحمه الله, في ذلك الوقت وأحد مؤسسي جامعة حلب قبل ذلك, وأذكر التفاف الطلبه السوريين حولنا طارحين العديد من الاسئله في مجملها عن الثوره الايرانيه وتداعياتها وموقف قطر والخليج منها, فلم نشف غليلهم بإجابات مقنعه , وتحليلات موفقه لبُعد الجامعه تماما عن التفاعل مع الاحداث وعدم وجود اتحاد للطلبه ,الأمر الذي جعلني أتطلع لاحقاالى مشروع دراسات الخليج على أنه سيكون حلقه الوصل بين الجامعه ومحيطها الاقليمي والعربي كما سنرى بعد قليل, على كل حال ,في السنه التي تلت تلك السنه كانت رحلتنا الدراسيه الى تونس عن طريق بلجيكا والتقينا رئيس الوزراء في ذلك الوقت محمد مزالي وكان متحدثا لبقا وذو رؤيه, واذكر أننا حضرنا حفله لطلبة الكويت هناك حضرها سفير الكويت وأسمه مقرن الحمد وأبدع طلبة الكويت في الغناء وأداء "الصفقه" الخليجيه بشكل أعجب الجمهور التونسي , أما اخر رحلة لي مع الجامعه كانت الى اسبانيا والمغرب وكانت قمة في الامتاع حيث الاثار الاسلاميه الخالده في الاندلس وأذكر اننا وقفنا أمام جملة "لاغالب إلا الله" على بوابة قصر الحمراء بفخر شديد , تميزت هذه الرحله بأن المسؤول فيها قطري وهو الاخ حسن بن عبدالله الرميحي صاحب سفريات المدينه رحمه الله وكان ذو خبره كبيره في مجال السفر ويجيد لغات , وكان البرنامج هو ان ننتقل من جبل طارق الى طنجه عن طريق البحر وقد تعرضت الرحله السابقه لرحلتنا هذه من طلبة الجامعه الى رياح شديده وأمواج أدت ببعض ممن لم يعتادوا ركوب البحر الى الدوار المستمر والغثيان وما الى ذلك من متاعب , وكانت خائفا اشد الخوف لأنني لم أركب البحر مطلقا قبل ذلك , فلاحظ الاخ حسن ارتباكي وخوفي فاستغل ذلك بمزيد من الترويع والتخويف, حتى انني لم اخرج من الغرفه ليلة السفر بالبحر , بينما هو كان يضحك مع بقية الطلبه , وفي الصبح نهاني أن لاأكل شيئا واعطاني حبتين قبل ركوب الباخره , وجلست الساعة الاولى بلاحراك بينما باقي الطلبه يتحركون ويمزحون ويأكلون والجو كان رائعا , فما كان مني إلا أن استجمع قوتي وعزيمتى فذهبت الى المطعم وتغديت وشربت المرطبات وتمتعت بالزمن الذي تبقى من الرحله أيما تمتع حتى تمنيت أن تستمر وقتا اطول, في المغرب قضينا وقتا ممتعا , والميزه التي حققتها لنا هذه الرحلات هي الجدول المعد مسبقا والذي يلزمنا بالتحرك من مكان الى آخر ومن مدينه الى أخرى لذلك كنا مجبورين على زيارة اماكن تاريخيه لولا هذا البرنامج وهذا التنظيم لم نقم بزيارتها ومعرفة تاريخها , نحن كعرب نجيد التحدث عن التاريخ ولكن لانجيد الاعتبار منه وجزء من الاعتبار به زيارته والوقوف على اطلاله.
في سنتي الاخيره على ما اعتقد فوجئت بمكتب وملحق صغير من الخشب بجاني مبنى الجامعه كُتب عليه اسم" مركز دراسات الخليج" ويعمل به احد الاخوه المصريين الذي سبق ورافقنا الى تونس في رحلة سابقه ويدعى "إسماعيل"
وعلمت بعد ذلك ان المركز تحت إشراف الدكتور على خليفه الكواري الشخصيه القطريه المثقفه المعروفه خليجيا وعربيا و الذي كنت قد سمعت عنه كثيرا , ولم يكن يعرفني وقتئذ. ودعينا كطلبه لحضور محاضره للدكتور محمد غانم الرميحي من الكويت لاأذكر عنوانها الآن إلا انها أثارت كثيرا من النقاش وحضرها العديد من الممهتمين بالشأن الثقافي القطريين الذين كنا نسمع عنهم كطلبه ولم نكن قد رأيناهم منهم سفراء وكبار موظفين, ثم إستمرت المحاضرات لعدد من مثقفي الخليج أحدهم الدكتور الطويل لاأذكر أسمه الأول أستاذ الاداره من المملكه العربيه السعوديه واخرى للدكتور على فخرو الوزير والمثقف البحريني المعروف, فحظيت هذه المحاضرات بشعبيه كبيره وخاصة بالنسبة لطلبة الجامعه الذين بدأو يشعرون بعوده الجامعه الى محيطها والتفاعل معه بدلا من كونها مجرد استمرار لمراحل التلقين وأداء الواجبات المدرسيه السابقه , ولقد لمست بنفسى نقاشا حول هذه المحاضرات من جانب الطلبه في الكفتيريا وفي الفصل أكثر من أي نقاش حول المحاضرات الاكاديميه المقرره كمنهج واعتقد انه لو إستمر المركز وطُور لكان قد حقق نقله نوعيه للجامعه ولمخرجاتها, لكن خيار الثبات إنتصر على خيار التحول , لنفاجأ بعد ذلك إلى إقفال المركز وإزالة لوحته وتحول مكاتبه إلى مخزن .
إنتهت الحلقه السابعه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق