الخميس، 4 ديسمبر 2014

الاحتفال باليوم الوطني ومفهوم الهويه


نحن على ابواب احتفالات الدوله السنويه باليوم الوطني, ومن الهام جدا في نظري التأصيل الثقافي لمعنى العيد الوطني أكثر من الاحتفال به ولي هناك بعض الملاحظات أود لو أذكرها أو أُذكر بها.
أولا:أول فكره يطرحها أي إحتفال بالعيد الوطني هي فكرة" الهويه" بل أول انطباع للزائر للاحتفال هو الخروج بإنطباع أو تصور عن هوية المجتمع صاحب الاحتفال
ثانيا:قضية الهويه , قضيه فارقه وهامه في تطوير وتنمية المجتمعات, لذلك لابد للمجتمع الوعي بها كقطار للمستقبل أكثر منها إستراحه على رصيف الماض
ثالثا:إذا تصور المجتمع أنه يحمل هويته مكتمله خلفه , أصبح في موقع الدفاع وليس الابداع و في موقف التكور والتحوط ولىس في وضع الانفتاح نحو الممكن دائما, لذلك من الهام تجديد الاحتفال مع تجدد هوية المجتمع.
رابعا: هوية المجتمع دائما أمامه يخلقها ويبدعها مع تطوره, ليس على حساب ماضيه بالطبع ولكن بتجدد رؤيته لذاته ولمستقبله.
خامسا: لايعني انفتاح الهويه على المستقبل والتجدد, التفريط في جزء أو أجزاء من المجتمع على حساب جزء آخر, أو العبث بشكل يجعل يعزز من سيطرة مكون على آخر داخل المجتمع.
سادسا: الخروج من ظاهرة الأحاديه في إختزال الهويه الى التعدد, ومن صفة التشابه الى التنوع, الهويه الغنيه هي الهويه التي يلازمها التعدد والغنى الثقافي, اختزال المجتمع في شموليه ثقافيه واحده افقار للهويه.
سابعا: كما ذكرت سابقا وأكرر هنا أن البعد الهام والضروري يجب أن تكون الرؤيه المستقبليه , يعني مالفرق الثقافي الواضح والظاهر بين احتفالنا الاول واحتفالنا اليوم باليوم الوطني .
ثامنا: جميل جدا شعار العيد الوطني المأخوذ من أقوال المؤسس الشيخ جاسم ورؤيته الشامله للكون وللوجود وللحكم, فالبتالي يجب ان تكون هناك رؤيه واضحه أكثر من طقوس احتفاليه تأخذ يومين ثم تنتهي.
تاسعا: هوية المجتمع دائما بحاجه الى المجتمع ليضيف اليها ويبلورها بما يخدم حاضره ومستقبله , أكثر من حاجته اليها مكتمله متوارثه سلمت اليه جاهزه ويسلمها لمن بعده وصيه ثابته, يجب كسر هذه الدائره لأن فيها من الاستعباد والاحتكار الكثير يتحول معها المجتمع الى شكل من اشكال التراتيبيه الاجتماعيه المقفله كتلك التى تسود في المجتمعات الطبقيه الحاده كالمجتمع الهندي مثلا
عاشرا: لايمكن التقدم في اي مجال من مجالات التنميه مع وجود الهويه المكتمله لانها تسكن الماض وتوقفت عند لحظه معينة منه وتبدافي الصراع على الحفاظ على ما انجزته , كما لايمكن التقدم كذلك مع انتهاك الهويه بقصد الهندسه الاجتماعيه للمجتمع لغرض أو لآخر.
أحد عشر: الهويه الوطنيه هي الهويه الأم التي يجب التركيز عليها كشعار وكإحتفال, الهويات الصغرى يجب ان تكون تحت الهويه الوطنيه ,
إثنا عشر: الهويه ليست هي جواز السفر او الحصول على الجنسيه و لا هي ابعد من ذلك واعمق من ذلك , الهويه تكوين ثقافي يمتلك الماض وله رؤيه ثابته نحو المستقبل, وهو جزء من ثقافة المجتمع , بحيث لايمكن فرزه بعيدا عنها حتى مع سحب جواز سفره او إسقاط جنسيته. فلا يجب الخلط بين الاثنين
ثلاثة عشر: الهويه ليست مجالا للتسابق على اثبات الوجود, لذلك ارجو ان يرتفع الاحتفال الى مرحلة الاطمئنان لجميع فئاته واجزاءه , لذلك ادخال مكونات جديده كل عام لايزيد في متانة الهويه, لان الهويه لاتستدعى للتعبير عن ذاتها هي تملك ذاتها في الاساس وكل ما تحتمله هو التعبير عنها بشكل حضاري ونحو المستقبل وافساح المجال العام لها في الحياه وليس فقط في المناسبات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق