الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

من "مهرجان "لشته" الى معرض "كشته" وصولا لمواطن الفرجه




إشتريت "فخا" من معرض "كشتة" قطر الاسبوع الماضي, وبحثت عن "العتل" وهي الطعم الذي يوضع في الفخ لاصطياد الطيور وهي عبارة عن الدود والسراوه التي تعيش في أماكن تروث الحيوان والانسان المهجوره , لم أجد مكانا فنصحني أحد الاخوه بالدفع لاحد العمال الاسيوين مبلغا وهو يتولى ذلك وفعلا تم ذلك واحضر لي الولد البنغالي بعض هذه الديدان "العتل" كما نسميها , ففرحت وأخذت أبحث الآن عن أماكن تواجد الطيور "طيور الفلا" كالمدقي والفقاق والمخضرم وغيرها واغلبها "لفو" غير مستقره , فبالرغم من أن الوقت ربما ليس ملائما إلا أنني لم أجد مكانا للمارسة هذه الهوايه التي تحتفل بها "كتارا" اليوم فأنت تبدأ رحلتك من شبك لتنتهي بشبك آخر لتصل الى محميه مقفله, أصبحت مكلفه جدا وقتا وفكرا , حتى أنني كنت أرى ذلك في سمات وجوه الشباب والاطفال الشغوفين بماسمعوا عنها من طرافه ورشاقة وسعة أفق بل وفن بداية من وضع الفخ واختيار الموقع حتى "حَد" الطيور نحوه ودفعها اليه بأستصدار أصوات معينه وحركة يدين واضحه , حتى الاستعداد للحظة الاخيرة والتسابق نحو الفخ أو الشداخه للفوز بالطير قبل أن يفلت أو أن يخطيه الفخ.,كنا نجد العتل في أطراف الفريج داخل البيوت والدور المهجور ونعمل الفخ بأيدينا ونشتري "الشداخه" من السوق ونخرج في اطراف الفريج أو في أقرب زرع من المزارع لنمارس "الحبال" على أشده وفي أحسن صوره بيئة سليمه وهواية فيه إبداع وجهد شخصي. في نهاية الأمر أجرت شخصا آخر "للحبال" نيابة عنا ومضى حال سبيله ونتوقع عودته بصيد ثمين هكذا لم يبفى سوى نظام "البكج"لأننا نعيش التاريخ كمستهلكين أيضا وليس كمبدعين . الوضع هذا يعكس التغيير الذي أصاب المجتمع عندما نتحدث عن مظاهر التراث وضرورة المحافظة عليها.مظاهر التراث تكون إبداعا حينما تنطلق من مجتمع الحاجه وليس من مجتمع الترفيه والاستهلاك, مظاهر التراث تبدو خلاقه عندما ينتجها المجتمع من خلال ممارسته اليوميه العاديه وليست المفتعله, محاولتنا إعادتها اليوم تحمل نوايا طيبه لكن يجب أن يعىَ القائمون عليها ويبثوا ذلك في النشء الجديد الممارس لها أن مايقومون به هو ضمن سياسة الترفيه في مجتمع الاستهلاك, ومجتمع الاستهلاك مجتمع منتهي مالم يؤول وينتقل الى الانتاج , ماأود الاشارة إليه ليس الاحتفال بالتراث ومظاهره ولكن الوعي بأن المجتمع يسير في طريق يجعل من المواطنين أنفسهم ضمن إطار التراث أو مادته"كالفخ أو الشداخه أومنقلة الطير أو وكرة, لك أن تتصور معرضا قادما بعد سنين من حضارة الترفيه والاستهلاك في مجتمع القله أن تكون المسابقه حول إيجاد مواطن" قطري" من جيل الحبال أوالقنص. النشء الجديد منغمس في الهوايه ومستمتع بها كما استمتع بنشاط الهدد"حمامة فخرو" والقلايل جميل لكنه يبتعد عن التراث كلما ازدادت حمى الاستهلاك والترفيهه حتى يصبح هو ذاته تراثا يحتفي به مواطن الاستهلاك ويرى فيه بقايا تاريخ الارض فبل أن يستوطنها .كما نرى تجمعا أينما حل هنديا أحمر في شوارع أمريكا أو أبرجنيز من أهل إستراليا الاصليين في إحدى ضواحي "سيدني". مجتمعنا يحتاج الى إعادة هيكله تقوم على بناء دستوري لايحتمل التأجيل يمنع من تحول التراث الى هواية ترفيهيه ويحول دون انتقال صاحب التراث الى أداة استهلاكيه رمزية للتاريخ يتزاحم حولها الشارع لأنه استنفذ امكانية تطوره, كما سبق وأشرت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق