الخميس، 22 أكتوبر 2015

مبروك عليكم "الحيا"


قطر هي هبة"القَطر" عندما تلوح "الحقبان" في أطراف سماءها , تسرى الحياة في أجساد أبناءها , شعور غريب وجميل تأتي به السماء في فصل الشتاء ابتداء مع قلايد "الوسمي" حتى بداية الربيع وزوال البرد. تجد الفرحه منتشره تفكك من تراكمات الحر الثقيله , ينتشر أهل قطر انتشارا لاشعوريا مع أول قاطر من السماء كما حدث في الاسبوع الماضي , حالة من البحث عن الذات , الشتاء هو الذات القطريه في شبابها . "البر" هو فرحة أهل قطر لاتحتكروه حتى لايحل غضب الله , أتركوا لهذه الانفس مجالا تعيش ماضيها وماضي أباءها في ارتياده دونما حسد أو جشع , البر ليس سوقا تجاريه ولابورصه نقديه ,كان آباؤنا ينزلون في كل عام الريضان ويتجاورون في حب وتعاون ومشاركه , يدركون انها نعمة الله هذه الارض وهذه السقيا , يتركون "القاع" جميلة كأن لم يسكنها أحد , فرحتهم "بالحيا" أكبر من فرحتنا القصيرة به , عاشوا الطبيعة في إتساق مع طبيعتهم الانسانيه الصافيه , الرفاع وريضانه منزل الشيوخ ومن حولهم من عوائل وقبائل قطر المعروفه, يزدان في الشتاء ليصبح حديقة غناء طبيعيه , بيوت الشعر والخيام منتشره في أطرافه , أذكر أننا نزلنا "أم القهاب" في شتاء ماطر جميل مع الشيوخ حتى أن المدرسة إنتقلت اليها لطول فترة الشتاء وبركة"الحيا". تغير الحال وكثرة الرمال وتسابقنا في الصراع على احتواء الطبيعة وريضانها وأمتلكنا أرض اللة المرسله عنوة وقوة ومنعنا المواطن البسيط من الاستمتاع بالبر شتاء وبالبحر صيفا , اليوم نحن نفرح ليس من أجل الواقع ولكن من أجل رحمة السماء التي تتلاشى يوما بعد آخر على الارض , نهيم في سياراتنا في البر فرحا بالقطر من السماء , نلاحق السحب و"الحقبان" التي استعصت على قوة الانسان وجبروته على الارض, نفرح اليوم "بالحيا" لأنه يذكرنا بالماضي الجميل ماضي الاباء والاجداد , نفرح به لأنه يعيدنا الى مجتمع المشاركه والتعاون والمبادره . رياض قطر شواهد على منازل إنسانها البسيط وسلوكه الفطري مع الطبيعة حبا ومحافظة عليها , كم أتألم وأنا أشاهد الرياض التي كان سمرها واشجارها وارفة تغطي "القاع" وتفرش الارض بساطا , كم أتألم عندما أراها جرداء قاحلة من التصحر وأثار عجلات السيارات , كم سمعت عن روضة الفرس وأم طاقة والوضيحيه وغيرهم , تاريخ الانسان تكتبه آثاره , ونحن لم نترك أثرا يترك ولاعلامة تنير لسائر على الدرب, مبروك الحيا على جميع أهل قطر وساكنيها ومن يقيم فيها , اللهم إفتح به قلوب غلف غلب عليها حب الطمع والجشع , اللهم أجعله مباركا أينما حلَ على أرض قطر الطيبه , "حقاب" الرحمه الذي يظهر سنويا من شمال قطر ثم يستدير رويدا رويدا يحمل معه الخير والمطر , دليلُ على لطف الله بالعباد , لو نأخذ فقط من "الحيا" معنى اللطف لزال الاكتئاب وأتصلت الاسباب وحل الرجاء والثواب محل القنوط والعذاب . مبروك عليكم "الحيا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق