الأربعاء، 27 يناير 2016

الشهاده الثانويه المغدور بها



كانت الشهادة الثانويه ذات قيمة كبيرة في السابق لعدة أسباب وجيهة, فهي الأساس للأبتعاث الحكومي لإستكمال الدراسة الجامعيه , كما أنها تشكل تمام نضوج الطالب لقوة المنهج المتبع آنذاك وشموليته , إستمدت الشهاده الثانويه في السابق قيمتها وقوتها من قوة وزارة المعارف ووزارة التربيه والتعليم سابقا, الذي كان جل إهتمامها تخريج دفعات من الشباب المتحصل على تنوع ثقافي يقوم على ركيزتين أساستين هما اللغة العربيه , كلغة وفكر, وعلى التربية الاسلاميه التي ترى الاسلام هوية لجميع أفراد المجتمع, كثير من خريجي الثانويه في فترتي الستينيات والسبعينيات , إلتحقوا بمجال العمل الحكومي وأبدعوا أيما إبداع.والكثير منهم إلتحق بجامعات الشرق والغرب فأبدع كذلك وعاد يحمل أعلى الشهادات. كان طالب الثانوية في تلك المرحلة يعيش أياما عصيبة قبل الامتحانات وبعد الامتحانات التي كانت تبعث الى جمهورية مصر العربيه للتصحيح وتستغرق وقتا طويلا يصل الى الشهرين حتى تعود لتعلن على الملأ من المذياع والمجتمع يعيش ترقبا واضحا بجميع فئاته لتلك اللحظة , لينطلق بعدها الناجحون بدعم من وزارة التربيه والتعليم الى آفاق أخرى, تميز خريجوا الثانويه في تلك الفتره بلغة عربية قويه وبإنتماء قومي متجذر , وبهوية إسلامية جامعة وبأمل في العمل والبناء .فكرة الشهادة الثانويه فكرة هامة حيث منها يبدأ الانطلاق , وتركيز الدولة واضح في ذلك وإهتمامها مشهود من مناهجها الواضحة المعالم ,أنا اعتقد أننا غدرنا بقيمة الشهادة الثانوية بعد ذلك , غدرنا بها منهجا وإعتبرناها مجرد جسر للعبور بحثا عن هوية هنا أو هناك. غدرنا بها عندما عددنا المناهج دون رؤية واضحة , غدرنا بها حينما خصصنا مدارس تحت هوية دينيه , فأصبحت الشهادة الثانوية الحكومية وكأنها في تقابل مع تلك التي تحمل الشعار الديني والاخرى التي تحمل الشعار الغربي أمريكية أو إنجليزيه أو غيرهما. نحتاج الى رؤية تعيد للشهادة الثانوية روحها التي تبني الانسان المتكامل دينا ووطنا. نريدها أساسا وقاعدة وهوية يعيش فوقها المجتمع ليختلف رأيا وليس ليتصارع خلافا وشقاقا, خريج الثانوية اليوم يحمل شهادة , لكنه هائم في بحر من الهويات المتصارعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق