الاثنين، 18 يوليو 2016

مذكرات طبيب عربي"مقيم"


 

  أعترف انني اضعت كثيرا من سنواتي  في هذه البلد, لم أتقدم فيها علميا , ولم أستفد من خيراتها إجتماعيا, كنت أزاول عملي الروتيني اليومي , أعالج المرضى واصرف لهم الدواء , وفي إجازاتي آخذ مستحقاتي في إجازة سنوية أعود بعدها لمزاولة عملي الروتيني كطبيب, كنت مرتاح البال , مستريح الضمير , حتى لفت نظري بعض اقراني إلى ملاحظة هامة شغلتني  كثيرا وهي كما أشاروا" بدك تعرف الناس في هالبلد وتقدم خدماتك طبقا لمعرفتك لمكانتهم , إذا بدك تتطور"  لم ادرك المقصد من هذا, ظهرت على اقراني مظاهر السمنه , ولم يعودوا يهتمون بتطوير أنفسهم طبيا , بقدر ماكانوا  يمارسون حياتهم إجتماعيا, ومع ذلك تقدموا وظيفيا , واصبحوا استشاريين وأنا لاأزال  ممارس عام, حاولت أستفسر اكثر ,فهمت أنه لابد لي من تقديم الجانب الاجتماعي على الجانب المهني في ممارستي من خلال إدراكي لتراتيبية الاجتماعيه  والاقتصاديه للمجتمع, وإعطائها الاولوية ليس بين مواطن وغير مواطن وإنما بين فئة المواطنين انفسهم, وذكروا لي أمثله  سابقة  لنجاح هذا التوجة الاجتماعي الذي قالوا ان المجتمع يفرضه عليهم , فهناك من اصبح طبيبا خاصا لفئة دون غيرها  في المستشفى الحكومي العام ومواعيدة فقط لعدد خاص جدا من المرضى , وآخر يطلب اسم المريض أولا لكي يسمح له بمقابلته, أو يحوله الى طبيب آخر,

        وثالث حصل على الجنسية  وافتتح عياداته الخاصة  بعد هذا الاختراق الاجتماعي. على حساب  التفريط العلمي. لكن هناك العديد من المرضى حدثوني , عن نماذج  طبيه رائعة,اخلصوا لمهنتهم , الانسانية بعيدا عن اي مطمع إجتماعي آخر.إستطعت من خلال ملاحظتي ان أدرك أن المواطن في هذا المجتمع على درجة عالية من الوعي , تبقى الفرصة متاحة للقادم الجديد من المهنيين أو الاطباء أو غيرهم,في القدوم الى هذه البلد بعقلية الفرصة الاجتماعيه  أو بعقلية العمل المهنية, من يستطيع ان يجمع بينهما دونما مساس  باخلاقيات المهنة ولا بالتمييز بين فئات المواطنين فيه  سيكون قد حقق مثالية ترتجى و لااتكلم هنا عن المرضى الاجانب  من المقيمين أو الزائرين ,فهذا موضوع آخر, اتحدث فقط فكرة التمييز بين المواطنين انفسهم التي إستولت على ذهنية كثيرا من الاطباء, السابقون منهم واللاحقون, حتى انني سمعت حديثا طويلا عن الفرصة مؤاتية اليوم اكثر من أي وقت مضى  حيث الدولة على ابواب مونديال كأس العالم بعد عدة سنوات , ولاادري كيف يفكر طبيب في مونديال كأس العالم؟ كمحدد لفرصته ولمستقبل مهنته.  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق