الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

كرسي الإعتراف




الإشكالية أن أحد لايريد أن يعترف , لايقصد بإعتراف هنا , الجانب السلبي  المقتصر  عدم الانجاز أو الأسف على إرتكاب الإثم أو الجرم , لكن المقصود هو  سرد التجربه بسلبيتها وإيجابيتها على الملأ  أو في أوساط المجتمع ذات الشأن  حتى يستفيد الجديد  وتتراكم التجربه أمامه ويشعر بإنه ليس سوى مكمل للمسيرة وليس نبتا صحراويا  بلا جذر , هؤلاء المسؤولين  وهؤلاء الوزراء وغيرهم  منذ أن بدأت قطر مسيرتها التنموية الادارية  لم يجلس أحدا منهم على كرسي الإعتراف ليقدم لنا تجربته  العامة  بسلبياتها وإيجابياتها , لذلك نحن نعاني وبشدة في جميع  الأصعدة , هؤلاء المختفين  بعد أن كانوا ملْ العين والبصر  لم يقدموا شيئا معنويا للوطن , بل إكتفوا باللقب ومخصصاته , فأصبحوا عبئا على الموازنه  لاغير , سنوات العمل لاتكفي البته , التجربة  وتصديرها ورصدها أمام الجيل القادم هو المعنى الحقيقي للعمل الإداري  والسياسي , سفراء عملوا في أكبر عواصم الدنيا وصانعة القرار تراهم يتسكعون في المولات , لم يتركوا لمن بعدهم سوى الكرسي خاليا , ويعيشون حالة من التذمر  لسبب بسيط لأنهم لم يجلسوا على كرسي الإعتراف  ويحكوا تجربتهم , وفي مفارقة سلبية يأتي برنامج الأخ حسن المهندي "البرواز" ليلتقي بعض منهم  وبدلا من وضع اسئلة مناسبة  لكل على حده حسب  ماكان يشغله  أي منهم من منصب, نجده يسأل عضو مجلس شورى سابق عن متى حصل على "الليسن" رخصة السياقة , ويسأل سفيرا سابقا أو زيرا سابقا عن  الحداق وغير ذلك  من الاسئلة التي  ليست لها صلة  البته بطبيعة أعمالهم  وتجربتهم الحقيقيه السياسية والدبلوماسيه أو الإداريه, ولايتعرض البته لصلب  موضوع  عملهم العام الذي يهم التجربة الاداريه والسياسية في قطر, مع إصراره الدائم على مسمياتهم , سعادة السفير , وسعادة عضو مجلس الشورى...إلخ,  ويعاد البرنامج عشرات المرات  ولانخرج بنتيجة  ,فلا الوزير أضاف لنا أو لمن بعده شيئا , ولاالسفير  وضع أمام المشاهد  تاريخا وموجزا لعلاقة البلدين مع بعضهما البعض. كل ذلك خوفا من كرسي الإعتراف لأنه إرتبط في أذهاننا  سلبيا بالاعتراف عن خطأ أو خطيئة بينما هو في علم النفس وسيلة للتعبير عن مكونات النفس او العقل الباطن الذي يؤرق الانسان , وهو مانشاهده كما ذكرت اليوم  في شكل تذمر يجتاح جميع من شغلوا مناصب كبى في المجتمع الا قلة قليله  لاتخلو كذلك من الشكوى المستمر , لو أنهم جلسوا على كرسي الاعتراف سواء   تلفزيونيا أو صحفيا أو كتبوا مذكراتهم لمن هم بعدهم لوجدوا في ذلك راحة كبيرة  , لأن ذلك جزء من رسالة الإنسان  , نعم نقل التجربة جزء من رسالة الإنسان لمجتمعه ولكنه الخوف من التعبير من يعتاد الصمت في وقت الكلام   , يصبح كلامه شكوى وتذمر وأمراض نفسية  ويخسر المجتمع بالتالي تجربة كان يفترض أن تسجل , لقادم جديد  يستفيد منها وينقلها لمن بعده  قبل ان يتحول هو الآخر الى حزب بني صامت  أو حزب الكنبه في إحد المولات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق