الأحد، 28 مايو 2017

دول الخليج بين خيار الدولة أم القبيلة أم العصابة



الحملة الاعلامية التي تشنها صحف  المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ضد قطر, إثر إتهامها بشق الصف وتشجيع الارهاب ودعم الجماعات الارهابية, في إعتقادي تضع المنطقة في مرحلة ماقبل الدولة  رغم إنتماء هذة الدول  للمجتمع السياسي منذ أكثر من خمسون عاما أو مايقارب من القرن. ولي هنا بعض الملاحظات أود لو  أختصرها في التالي:

أولا:التعامل السياسي  لدولنا الخليجية مع الاخر لايأتي من خلال قنوات ديمقراطية تجعل المواطن على علم بتفاصيل  أي خلاف قد ينشأ  بين دولة وأخرى أو حتى بين دولته وجيرانها., فإتخاذ المواقف عادة مايكون  ميكانزم عصبية قبليه أكثر منه موقف سياسي واع ويمكن ملاحظة ذلك  بسهولة من خلالة متابعة وسائل الاتصال الاجتماعي  وكمية الحشد النفسي والفزعة من طرف مواطني كل جانب ضد الآخر.

ثانيا: أعتقد أن دولنا الخليج تمر الآن بمايشبه الربيع العربي , حيث  تتعرض الدولة فيها لضغوط كبيرة  لم تكن موجودة قبل حدوث الربيع العربي مما جعلها عرضة للإستقطاب أكثر من ذي قبل,في ظل داخل مغيب  بشكل أو بآخر, فنلاحظ مثلا أنه حتى الدول الذي تجذر فيها المجتمع المدني مقارنة بدول الخليج فشلت أمام تفجر الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية, دليلا أن خيار الدولة كان ولازال مشروعا من المشاريع ولم يكن المشروع الوحيد الذي لابديل عنه.

ثالثا:قطر أتهمت منذ فترة بأنها تُغرد خارج سرب  بقية دول الخليج وهذه الازمة ليست الأولى, لكن مايهمني هو إنحدار مستوى التعامل من السياسي إلى مايشبة الترصد والتجسس وهو إسلوب  أقرب مايكون الى إسلوب العصابات   إلى  إسلوب ثالث قبلي يعبر عن عصبية قبلية لاتمت الى الدولة بصلة  .

رابعا:إختراق وكالة الانباء القطرية ونشر تصريحات كاذبة لسمو الامير  بعد منتصف الليل هذا إسلوب عصابات , كذلك بيان  عائلة آل الشيخ الكريمة الذي ينفي علاقة أحد الاسر الحاكمة بها في هذا الوقت بالذات يدل على هشاشة الدولة وأنها ليست سوى  ثوب فضفاض وعلى الاستخدام السياسي لميكانزم قبلي  وربما أيضا   الدين  لو تطلب الأمر  ,وبذلك  نرجع إذن الى شجرة العائلة والى القبيلة  أو الطائفة  أي الى الحالة الاولى الطبيعية .بالاضافة الى محتوى كثير  من التغريدات والمقالات  الذي يفيض بما يخترق جدار أي مجتمع يدعي أنه سياسي.

  

خامسا:هذه الاساليب تدل دلالة واضحة على البنى الذهنية لهذة المجتمعات لاتزال بنى ماقبل  الدولة وان تقدم هذه الدول فقط في الجانب المادي لأن طريقة معالجة الخلافات هي محك الدولة الجديثة  حيث لاإنزلاق الى  مادون المستوى السياسي  لأنه كارثة على المجتمع وعلى الشعوب

 سادسا:قطر تتميز عن بقية دول الخليج بأنها بلا معتقلين سياسيين لذلك قدرتها على الحراك كبيرة حيث لاتعاني من اشكالية في الداخل, لكن يجب التنبه دائما الى أولوية المواطن  حتى تصبح هذة الميزه فاعلة وإيجابية.

سابعا: أدعو الى عدم تلويث الذاكرة الجماعية لهذة المجتمعات  بما يجعلها في تضاد وشقاق  لخطورة ذلك على المستقبل  حيث ميكانزمات القبيلة يبدو أنه أكثر حراكيا وسرعة من ميكانزم الدولة.

ثامنا: تبدو دولنا أنها غير راضية بالتاريخ  لأن الدولة لم تُستكمل بعد فيها , يمكن ملاحظة ذلك في استقبال  الرئيس ترامب  والاحتفااء الغير مسبوق لأي رئيس  قبله وربما بعده, لذلك تبدو قضية البحث عن دور هاجس دائم ومسيطر .

تاسعا: صراع الأجيال داخل دائرة الحكم  يجعل هذة الدول في حالة استنفار دائم وترقب  ومشاريع تتعارض تماما بين السلف والخلف مما ينعكس سلبا على الوطن والمجتمع.

عاشرا: أدعو الى حوار بيني داخل كل مجتمع  لتتحمل الشعوب مسؤولياتها  وحوار على مستوى دول مجلس التعاون واعتماد الاسلوب السياسي فقط للحل , لايجب أن تنتصر الخيمة على المؤسسة  ولا الجماعة على الوطن  ولا الانانية على الايثار ولا الريف على المدينة ولا البداوة على التحضر ولا الفزعة  على التعقل.
أحد عشر: يجب الخروج من الدين والقبيلة والعائلة الى السياسة حتى تتمكن دولنا من الاستمرار والنجاة من التشظي لامنجاة لأحد , من يريد سوءا بهذة المنطقة ليس له سوى هذة الاليات وتر الدين أوعصبية القبيلة أو مظلومية الطائفة 

لاتحرقوا السجل الإنساني في متحف التاريخ المسجل بإسم  الشعوب المتحابة والمجتمعات المتآلفه ولاتخضعوا التاريخ لقراءة غير صحيحة وناقصة لايمكن أن نعيش الدولة  واللصوصية والقبلية في آن واحد.  

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق