الخميس، 1 يونيو 2017

الأزمة من وجهة نظر إستهلاكية



تمثل الازمة الراهنة التي تعصف بدول الخليج  من بُعد آخر, مرحلة متقدمة من مراحل المجتمع الاستهلاكي التي يبدو فيها المواطن كمُستهلك مثالي , بعد أن كان الرهان  على فاعليتة ودوره في إدارة شئونه والاضطلاع بمصيره. العلاقة بين الانظمة والشعوب  لم تتطور بشكل جدلي يجعلها تنتج  مُركب ثالث يشكل إطار تعاون وتساند واع , وإنما تطورت بشكل أحادي إفتراسي جعل النظام  في حالة الضرورة يجعل  من مجتمعه مستهلكا  لماينتجة ثقافيا إذا لم يستطع  الترويج له خارجيا أو لم يجد مستهلكا له في الخارج. الخلاف القائم اليوم يثبت أنه لاأحد يمتلك الحقيقة  وليس هناك سوى منتج  يجرى توصيفه ك"حقيقة" لعدم وجود شهود على ذلك  لغياب المواطن وبالتالي المجتمع  عن مسرح الاحداث  وبقاؤه  في صف المتفرجين  وُيصدَرهذا المنتج  بعد ذلك للمجتمع ليستهلكه بمثالية فائقه.يظهر ذلك بوضوح في  إعتماد الاطراف صاحبة الخلاف على رواية واحدة تتكرر بشكل أو بآخر  لدى الطرفين , حاولت أن أسأل العديد من الطرفين  عما إذا كانوا يعرفون حقا أسباب الخلاف كانت الاجابة  هي نفس المنتوج الرسمي  الذي أصدرته وتصدره وسائل الاعلام الرسميه من الجانبين ,هناك وصف للأعراض مبستر صيغته رسمية ,لايصل الى عمق الداء, كانت الخلافات السابقة لاتصل الى المواطن بشكل مباشر ولم تكن الانظمة تحتاجه لا كمشارك ولا كمستهلك ,اما الازمة الحالية فأستخدمت جانبه الغريزي كمستهلك وكمروج لبضاعتها  دون أي إشارة حتى لإمكانية مشاركته مستقبلا  ليتحمل مسؤوليته إزاء مصيره, إرتباط النظام بالوطن  أو الحكومة بالدولة في الاذهان  يجعل العقلية الاستهلاكية تجزم أن الدفاع عن الحكومة أو النظام  دفاعا عن الوطن  , وهوغير ذلك  في مجتمعات الانتاج والحريات.في المقابل تأجير مغردين وكتاب مرتزقين  وشراء ذمم  وقنوات فضائية ومذيعين من الخارج  لتأييد رسالتك  يجعل منك إحداثية إستهلاك لاأكثر الحقيقة في زمن الاستهلاك تتطلب  الحرية شرطا لها  حتى يصبح  من يعتقد بها  قيمة في حد ذاتة لابضاعة أو مُستَهلك.إن ملف المستقبل لمنطقتنا سيظل مجهولا وربما قاتما إذا كانت ركائز الحاضر لاتعي  ضرورة التغير ووقته المناسب, تبنى الاوطان بالحريات ويبنى المواطن بالمشاركة , الدفاع عن المصير حدا أخيرا وغريزة في الانسان والحيوان , لكن الدفاع عن الموقف والرأي  والقرار قيمة يتميز بها الانسان عن غيره , آلمني كثيرا الدفاع الغريزي بألاساليب الفجة والتعدي والسباب , لو ادرك هولاء الحقيقة أو كان لهم نصيب من المشاركة في صنع القرار بشكل أو بآخر أنا على ثقة أن ردود أفعالهم ستختلف .إن بصيص النور في الظلمة يهدي , وعتمة الظلمة مع سماع الأمر يجعلك  تتخبط  ولاتدرك مايصدر عنك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق