الأربعاء، 14 يونيو 2017

"تديين" الخلاف لايساعد على حلَه




العقلية السياسة, تختلف عن مجرد الاداء السياسي, في مجتمعاتنا  العربيةبشكل عام هناك اداء سياسي وليس هناك عقلية سياسية, العقلية السياسية هي محصلة تاريخية لتطور سياسي حقيقي تمر به الشعوب  وتنشأ عنه الاحزاب  وبرامجها  بحيث تصبح بديلا عن  استخدام العنف المادي ,  في هذا الخلاف الذي نعيشة بمرارة غير مسبوقة وبحصار جائر يثبت عدم وجود العقلية السياسية وبروز القاع الحقيقي  لفكر هذه المجتمعات وهو قاع ديني  ومايشبه الدين من قبيلة أو طائفة و لذلك حلَه يستعصي  والشفاء منه غير تام وإنما مرحلي ,سأعطيك امثلة من شعارات هذه العقلية الدينية تقف حائلا أمام التطور  وإيجاد الحلول  والتجاوز  للمشكلات التي تعترض طريق مجلس التعاون الخليجي بشكل عام. وتساعد وسائل التواصل الاجتماعي على إنتشارها وتأبيدها في نفس الوقت

1- لن ننسى

2- لن نركع

3-الشقيق الأكبر والشقيق الأصغر

4- إلا الرموز

هذه عينه من شعارات العقلية الدينية التي نستخدمها  على أنها س شعارات سياسية وهي ليس كذلك البته , هذه شعارات  تنطلق من عقيدة وفي السياسة أو أن الحل السياسي  لايتعامل مع العقائد وإنما مع الواقع.

لابد أن ننسى  لكي نحقق التجاوز, إذا لم ننسى تحول الخلاف الى مايشبه العقيده  يغيب ويظهر بين حين وآخر , لكن إذا تم نسيانه او تجاوزه تحول الى طاقة تنمية وتطور نحو المستقبل , تجارب الدول تقول بذلك عبر التاريخ. لابد أن ننسى  ما حصل بيننا لكي نتجاوزه , لابد أن ننسى هذا الخلاف  أيضا  لكي  نتجاوزه , من أهم آليات السياسة ميكانيزم النسيان حتى يتحقق العبور وينتفي خيار العنف, أما العقيدة  فربما  عدم النسيان  يبدو إشكالا لذلك  وجب ضرورة التعايش والتسامح فيما يتعلق بالعقائد.

ليس لنا حاجة لاستخدام  عبارة لن نركع الدينية في الخلاف السياسي , بما في ذلك  من شعور غير حقيقي في تقدير الواقع وظروفه , في الخلاف السياسي ليس هناك ركوع , أو أن  دولة كذا لن تركع سوى لله , وكأن الدولة شخص طبيعي مطلوب منه أن يصلي ويركع. في السياسة هناك تفاهمات ومفاوضات وحساب خسائر وأرباح وتَحمُل  أخطاء  كل طرف للوصول الى اتفاقات تنبذ تحول الخلاف الى شكل من أشكال العنف المادي.

أيضا ثنائية الاخ الاكبر والاخ الاصغر أو الشقيق الاكبر والشقيق الاصغر, تأتي من نفسية العقلية الدينية هل سمعتم مرة رئيس أمريكي يسمى بريطانيا مثلا بالاخ أو بالشقيق الاصغر,  هذا المصطلح يعني دينيا وإجتماعيا أن تتنازل لأخيك الاكبر  وتفضله  عليك  كونه شقيقك الاكبر أو أن يتفضل عليك  كشقيق أكبر  ببعض من حقة كشقيق أكبر وهذا غير صالح ولايُعمل به في السياسبة ولافي القوانين الدولية ونحن نستخدمه ليل  نهار  وهو أحد أسباب  فشل مجلس التعاون وهيمنة الشقيق الاكبر عليه.

أيضا عبارة إلا الرموز وهي إشكالية دينية  من الاساس  لأن الرمز لايتغير  وهو إشتقاق قريب من مفهوم الصنم الديني  وإشكاليتنا الحقيقية هي في عدم تطور مجتمعاتنا  نحو الاصلاح السياسي المطلوب الذي  يجعل الرمزية في القيَم وليس في الاشخاص  , في المجموع وليس في الفرد, حاربت شعوبنا من أجل الرموز  دونما حتى وعيَ لماذا حاربيت , ضحت الرموز بالشعوب فضاعت الاوطان  وأختطفت أجزاؤها جزء بعد آخر  من أجل الرمز .

إشكاليتنا ياسادة كبيرة, علينا أن ندخل عالم السياسة بسرعة وإلا ستضيع أوطاننا بأسرع ما نتصور , عالم السياسة يتطلب شعبا مشاركا في صنع قراره المصيري , صدقوني لن تصل الأمور لما وصلت إليه لوكان هناك رأيا للشعوب , لكن  دفاعها الغريزي اليوم لايعني أنها  راضية عن قرارات  تتخذ بشأنها  من مقاطعة وحصار وإتهام بالارهاب وغير ذلك وهي لاتدرك الحقيقة ولا الأسباب.

لن نطول بنا الوجود ونحن على مثل هذا الحال  راع ورعية.





هناك تعليق واحد: