السبت، 19 أغسطس 2017

وعي الأزمة أم أزمة الوعي




أوجدت اأزمة الخليج الراهنة وعيا جديدا لدى المواطن القطري  أو بالاحرى أعادت تركيب الوعي  بحيث يُصبح وعيا وطنيا بإمتياز يعمل على تأهيل الذات وإمتلاك حقائق العصر  ومتغيراته  ويبني أفقا جديدا للأسئلة  على جميع المستويات. جاءت الازمة لتخلق وعيا  جديدا  في العلاقة بين الوطن  والمواطنين , بين المجتمع والقيادة , بين أفراد المجتمع بعضهم البعض , جاءت الازمة  لتعيد تركيب الوعي الوطني بحيث يصبح الاعتماد على الذات مصدرا للوجود , جاءت لتزيح  عادة الاستهلاك وتحولها إلى إرادة الانتاج, جاءت  لتملأ مساحة الانتظار في  نفوسنا الى  خطوات عمل حثيثة, اعادت الأزمة إنصهار الوعي في بوتقة واحدة  بوتقة الوطن بعيدا عن أي مرجعية اخرى , طرحت الازمة تساؤلات ثقافية جديدة  على المجتمع  مثل "إلى أين " وكيف السبيل"؟ لأول مرة يشعر المجتمع أنه يُسير قطاره بإرادته  وبقوة دفعة متجاوزا كل العراقيل التي أوجدها الحصار في طريقه .الازمات عادة غير مرتبطة فقط  بمسؤولية من يحكم , لكنها مسؤولية جميع  المنظومات والشرائح في المجتمعات سواء  كانت سببا مباشرا أو كانت  مجرد موقفا سلبيا  وانسحابيا . لقد كان سمو الامير الشيخ  تميم حفظة الله صادقا تمام الصدق  عندما قال أن قطر" لن تعود الى مرحلة ماقبل الحصار" فعلا لايمكن أن يعود وعي ما قبل الازمة , لقد أحدث الحصار كما قلت وعيا جديدا  لايمكن تجاوزه  والعودة الى ما مضى. المجتمع القطري يتطلع للمستقبل  منفتحا على جميع الثقافات , متحررا من جميع القيود التي تقف أمام حريته وممارسته  لإرادته ,لأول مرة أشعر بأن المجال العام  في قطر ممتلىٌ  بالصحفيين والكتاب والاعلاميين  يتحدثون الى القنوات الدولية بكل حرية  يبثون بآراءهم ومقتراحاتهم  وأفكارهم دونكا خوف أو مراقبة أو وجل , وبعض هذه الافكار  لاتتفق مع الرؤية الرسمية , إلا أنه  لايضير الدولة  ولا الحكومة , هذا الوعي بالحرية أوجدته الأزمة, لكن الرهان هو على استمرارة  وعدم إنزلاقه الى أن يُصبح أزمة بحد ذاته وهو ماتسعى دول الحصار جاهدتة  الى تحقيقة  من خلال اختلاق الهشتاقات القبلية والطائفية  وبث سنابات التفرقة  وإثارة النعرات واللعب على وتر القبيلة الممتدة  والانزلاق الى قصائد  تمجيد القبيلة  وتفضيلها على غيرها  من القبائل داخل المجتمع الواحد وإرجاع المجد   الى فئة دون غيرها وتسجيل النقاط على أن ذلك إنجاز للقبيلة   أو للعائلة على حساب   الوطن . يتعرض الوعي الذي أوجدتة الازمة الى ضغط شديد ليتحول الى أزمة في الوعي  وإنشطارٌ في داخله , لذلك يجب الانتباه الى خطورة ذلك , هناك هجمة شرسة من طرف دول الحصار  لتجزئة وعي مجتمعنا الذي أنتجته الازمة والذي  كان بمثابة إنتصارا تاريخيا في قوة تماسكة وصلابته. وعملا دؤوبا  لايجاد أزمة وعي  تقوم على ماقبل الوطن من عشائرية وقبلية وطائفية , أستمع الى تسجيلات من هنا وهناك بعضها مدسوس وبعضها مغررٌ به  تعتمد على  الدفع بالقبيلة وبالعائلة وبالافراد  في محاولة كما قلت لتجزئة  الوعي الوطني المتحقق .... حذار أن يتحول  وعي الازمة الى أزمة وعي  لايمكنهم تحقيق أي نصر سوى أن يتحقق لهم ذلك  وإن تحقق لهم ذلك لاسمح الله فإن إنتصارهم عظيم حتى بعد رفع الحصار لأن أزمة الوهي ذاتها  هي أشد أنواع الحصار الذي يمارسه شعبا على نفسه.

هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. اصل كل مشكله هو الفرد ذاته ويقف ذالك علي نوع الشخصية اذا كانت شخصية قيادية فهي موجدة كثيراً في مجتمعتنا العربية بحيث انها تجزب متبيعين بكثرة وهم ثاني نوع من انواع الشخصيات وهي الشخصية المتبعة ذالك الشخصية موجوودة وبكثرة فائقة في مجتمعاتنا واكثر من الشخصية القيادية لأنها تتبع كل ما يميل لهم انفسهم من اسلوب حياة لهجة لسان بحيث ان العربي يتحدث انجليزي وان الموضة هي الغالبة عليهم ذالك كله يرجع الي المنبع وهي الدولة اذا كانت الدولة عادلة سيهتم الشعب حتماً بالميول الوطني والتراثي بغض النظر عن المتبع والقائد ..


    أسماء سويلم

    ردحذف