الأحد، 3 يونيو 2018

ماذا تعني كلمة "إشكالية"


 

كلمة اشكالية  يستخدمها البعض  بديلاً عن كلمة مشكلة ,  وهذا ليس دقيقاً  والترجمة المتفق عليها هي كلمة "بروبلماتيك" الفرنسية  على أساس أنها أسم وليس  صفه  وتعني  أي جملة أو عبارة تتضمن من التناقض ما لايفسدها, وتاريخنا العربي  الممتد  دونما إنقطاع أو حسم حيث غلب عليه طابع التوافقات جعل من الاشكالية نمطاً سائداً , فنحن نعيش وسط إشكاليات دون وعي بهالأن حياتنا أصبحت مجموعة من التناقضات , من صور هذة الاشكالية,  قولنا بالمستبد العادل , أو بالماضي الجميل , أو أن أيام الاستعمار كانت أجمل , كيف يصبح المستبد عادلاً وهل حقيقة أن الماضي كان جميلاً, وهل يتصور ان الاستعمار أفضل من الاستقلال أو الحرية , كل هذة التناقضات  تجعل من حياتنا  تأخذ شكلاً دائريا لانخرج من وضع الا نعود إليه , تزداد الاشكالية شراسة عندما  يصبح تاريخنا يحمل من التناقضات ما يجعله في حد ذاته إشكالية كبرى ومن هزائمنا إنتصارات , هناك من يردد أن صدام حسين  الذي غزا دولة عربية بطلاً قومياً عربياً, أو أن ملك السعودية خادماً للحرمين الشريفين ويمنع أو يضع العراقيل أمام شعب عربي مسلم من ممارسة  حقه في زيارتهما  والحج والاعتمار فيهما, هذة الجمل والعبارات هي  عبارات وجمل إشكالية حيث تتضمن تناقضاتها داخلها  دون أن تنفجر  لأن عقولنا تستوعبها هكذا وعندها القدرة والاستعداد الذهني التاريخي  للتعايش معها, وقس على ذلك عبارات كثيرة كمفهوم الحرية  والديمقراطية  ويكفي أن معظم جمهورياتنا تحمل في مسمياتها لفظ الديمقراطية  وتعيش أسوأ انواع الاستبداد في الواقع . أزمة الخليج اليوم  رغم مأساويتها إلا أنني أراها  إنقلاباً حقيقياً ضد  فكرة الاشكالية هذة حيث بدأنا نسمي الاشياء بأسماءها الحقيقية, كيف يمكن ان تستمر شقيقة كبرى  وهي تمارس  تصرفات صبيانية مثلاً , كيف نطلق مسمى خليجنا واحد ونحن  نغتال بعضنا بعضا , كيف نتكلم عن الاخلاق والمرؤة والجيرة والاسلام  ونحن نمارس عكس ذلك , عندما تختفي هذة الاشكاليات التي كانت تشكل تاريخنا  ستختفي معها ذهنية التوافق  السلبي  الذي يجعل من التوافقات  ورقة  في اليد تستخدم مستقبلاً بشكل انتهازي  وسيبدأ العقل العربي في إعتماد الحسم  وإيضاح الصورة , لكن ذلك لن يحصل قبل أن  يتخلص مفهوم الحرية من حمولتة الثقيلة التي جعلت منه اشكالية في حد ذاته , فالانسان حر في موقع , مستعبدٌ في آخر , سيد في مكان , وعبدٌ في مكان آخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق