الأحد، 10 يونيو 2018

عقيدة " لكل سؤال جواب"


  

 ينطلق نظامنا التعليمي من أبوية واضحه لاتريده يخرج عن إطارها  وعن أجوبة مسبقة يدفع اليها الطلاب دفعا , تتحول معه دراسة التاريخ إلى "تأريخ" موجه , ودراسة السياسة إلى "تسييس" ممنهج , لذلك يتخرج اجيال  لاتحتمل العلم وإنما  تتعلق بالأيديولوجيا, نتكلم عن المنهج والمنهج ليس سوى طريقة في حين أن ماخلف المنهج عقيدة غير علمية وإنما تاريخية منقبضة صارمة , ليس المطلوب البحث إلا في إطارها  والمثقف ليس سوى أحد تجلياتها , ليس هناك أفق مفتوح للتفكير خارجها يجعل من المثقف حالة من الحراك والبحث المستمر , هرول "فوكو" الى إيران بعد ثورة الخميني باحثا عن فكرة جديدة  تتفجر هنا وهناك ,  النظام التعليمي الحيوى هو ذلك النظام الذي يخرج طالبا لا يقف أمام تفكيره وابحاثه وتطلعاته أُفق, يضع المسؤولين عن النظام التعليمي أهواؤهم  في اسئلة الامتحانات , وتضع الدولة رغبتها , ويضع النظام  ما يستحسنه  ويحافظ عليه وعلى بقاءه ويُطلب من الطالب ان يجيب على أسئله  حددت إجاباتها مسبقة. فيدرس الطالب مثلا أن سبب سقوط الاتحاد السوفيتي السابقه بسبب أنه "ملحد"  وتطرح جميع المواد بمافيها العلمية البحته من خلال الدين أو إنطلاقا من الدين  ويبحث في النص الديني  عن الانجاز العلمي  وليس في المختبر , وإن هذا العالم ملحد  فأجتنبوه, يتم نسف جميع الاحداث التاريخيه والسياسية , وأذكر أننا تخرجنا من قسم علم الاجتماع دون أن ندرس أو نمر على النظرية الماركسيه كأداة تحليل ولو بإيجاز  وهي من أهم نظريات التغير الاجتماعي على إعتبار أنها إلحاد وهي لاتزال فاعلة إلى اليوم وغداً وبعد غد , فإذا سئلت عن ماركس مطلوب منك أن تجيب عن عمر بن الخطاب , وإذا سئلت عن المقاومة مطلوب منك أن تتحدث عن حزب الله مثلا, وإذا سئلت عن الوطن عليك أن تتحدث عن النظام الحاكم فيه, يبدأ النظام التعليمي  مجالا للعلم لكن لايلبث أن يتدثر بالدين وبالقبيلة وبالطائفية , لذلك لا المختبر ينفع ولا النظرية تتطورو لذلك هناك اجوبة أكثر من الاسئلة ,فتصبح الامتحانات مادة دسمة على  دوغمايتها للإنتقاء في مجتمعات  الاصطفاف  دون اي أسئلة عن سبب ذلك ,ويصبح الجواب هو هدف النظام التعليمي وليس إثارة السؤال الذي يبدأ معه المنهج العلمي, سئلت أحد الاخوان المهتمين على مايبدو بالتاريخ عن  مصادره العلميه حول تاريخ قطر  فأنطلق يحدثني بإسهاب عن "العرضات" السنوية في اليوم الوطني كمصدر ومرجعية.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق