الثلاثاء، 8 مارس 2011

سلطه وطنيه وعماله أجنبيه= معادلة إجهاض التغيير




ليس بالضروره الرهان على  أن تحكم البروليتاريا كما أشار ماركس, ولكن وجودها وحيويتها ضروره لابد منها للتغيير. الطبقه العامله بمعناها الواسع هى من قلب الموازين وأحدث ثورات التغيير فى تونس ومصر. عدم وجود أى شكل من أشكالها فى المجتمع يمنع التغيير أو ربما يحول دون وقوعه وإستكماله . مايحدث فى البحرين  نظرا لوجوده بصوره أوضح من بلدان الخليج الاخرى  ولو جزىء الأمر على أنه  طائفيه دينيه. فى البلدان الاخرى ذات العماله الاجنبيه الكامله تقريبا لايمكن الكلام عن تغيير متوازن  ومتساوى الشروط, الديمقراطيه تصنعها الطبقه العامله والبرجوازيه الوطنيه. طبعا الكلام عن خصائص المجتمع الريعى وارد هنا . عدم وجود الطبقه العامله الوطنيه بشكل مؤثر يفقد المجتمع  كثير من أدوات وآليات الضغط  مثل العصيان المدنى أو الاضرابات ويؤدى بالتالى بإغفال السلطه وعدم إحساسها بمتطلبات الشعب. وعدم شعورها بوجوده حيث أن مصالحها لاتمر من  خلاله بأى شكل من الأشكال . هذا هو المشهد العام لإمكانية التغيير الشعبى. فلذلك بناء الدوله الوطنيه فى الخليج  على درجاته  يتطلب  بالضروره إستثمار الريع بشكل يجعل منه  أداه إنتاجيه وليس وسيله توزيعيه وهو مطلب عسير ويتطلب وعى وزهد ووطنيه عالية الإحساس. قد يبدأ كما بدا عبد الله السالم فى الكويت  بإرساء دستور ديمقراطى يحدد كيفية توزيع الريع وكيفية حمايته ومراقبته. ومن ثم إنشاء خطط تنمويه واضحه وطموحه للنهوض  بالمجتمع وتحويله الى الانتاجيه بدلا من الاعتماد على الريع. وقد يستخدم  فى عكس ذلك  كما واضح  ويصبح عصا وجزره من حين لآخر. ندرة السكان مشكله ولكن لها حلول , ليس فى الاستغناء عنهم ولكن فى تحفيزهم , الأمر يتطلب العمل فى الإنسان للإنسان . إختفاء العماله الوطنيه يفقد السلطه بالتالى وطنيتها, لاسلطه وطنيه  دون عماله إنتاجيه وطنيه. فبالتالى   ثمة حلول سياسيه وإقتصاديه  لمواجهة العجز الناشىء عن قلة السكان وندرة العماله الوطنيه , لكن الاشكال مع السلطه  التى تريد القبض والتحكم عن طريق الفرز والتفتيت  فى عصر الاتحادات الكبرى  , الانقسامات العالميه فى العقود السابقه كانت إنقسامات إثنيه  لاوجود لها فى دول مجلس التعاون المتشابهه إثنيا وسكانيا,   دول المجلس مقسمه ريعيا ومع ذلك  الريع لايخدم جميع   اطراف المجتمع بحيث  يصبح  دعامه أمام الزحف العمالى الخارجى , فيتحول المواطن الى عمله رديئه لسبب أو لآخر. من ينتظر التغيير عليه أن يفكرفى أنه  لو جلس هو ومن هم على شاكلته من أبناء الوطنفى بيوتهم ولم يعملوا أويمارسوا دورهم , هل  سيغير ذلك من الأمر شيئا. أو هل سيزورهم رب العمل مستنجدا وملبيا لمطالبهم, ولو أنتظروه طويلا كما فعل ذلك غوار فى فيلمه "التقرير"  عندما أراد أن يثبت للسلطه وطنيته فإذا به خارج تفكيرها  وإهتمامها.

هناك تعليقان (2):

  1. متى يبزغ عهد المواطنة الجديد في الخليج ؟

    ردحذف
  2. لاحظت أن قطر تتجه لتوظيف الريع في مشاريع انتاجية و بخاصة في الصناعة. اعتقد انه امر جيد سواء تم هذا الاستثمار داخل او خارج قطر ، لكن كيف ستضع الحكومة حلول ...لإنشاء عمالة وطنية تعمل في مصنع الألمنيوم على سبيل المثال، هل يكون ذلك برفع الرواتب العمالية لتناسب القطريين و تحفيزهم للقبول بهذه الأعمال. و في حال تم توزيع الريع بطريقة تضمن عمالة وطنية، ألا تعنقد أنها ستصبح غير قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية لارتفاع تكلفة اليد العاملة و بالتالي المنتج. على كل الأحوال في حالات مشابهة في العالم (كندا -استراليا- نيوزلنده) تعرف جيدا كيف حلوا هذه المشكلة (ندرة السكان) و لكن يبقى هذا الطرح مستعصيا امام العقلية الصحراوية ذات الدم النقي، و الحقيقة أن الاستئثار بالثروة مهم لشعوب المنطقة و حكامها أكثر من تشكيل دول حقيقية مكتملة العناصر.

    ردحذف