الأربعاء، 16 مارس 2016

الطبقة الوسطى لا الايقونات الاجتماعيه

يا أخوان إن الأيقونات الاجتماعية التي تصنعونها ليست بديلا عن الطبقة الوسطى اللازمه لاستمرار وبقاء المجتمع كقيم  وكعلاقات  , كانت هناك طبقة وسطى   ,  تقف على مسافة واحدة من الدولة , وتنعم  برخاء   ودعم  واستمرارية , خلقت وجودا إجتماعيا محتملا  ,لايقفز على التاريخ ولا يتجاوز المسار الاجتماعي الذي  عاشه ويعيشه المجتمع و كان التعليم أحد وسائط  هذه الطبقه , كانت الوظيفه الحكوميه من ركائز  الطبقه الاجتماعيه الوسطى ومن محددات  التطور  في المجتمع, كانت هناك مسافة إجتماعية واضحة   و لايمكن أن  يقفز عليها  متعد أو متدبر بليل, الايقونه الاجتماعيه صنيعة , تمتدح وضعها الخاص   وتعمل على نشر  الحمد والثناء , لانها إختلاق على التاريخ وتزوير على حوادثه ووقائعه , يستحدثها  من ينوي  ضرب المجتمع  وتسويغه  بما يبرر  وجوده , سقوط الطبقه الوسطى وقيام طبقة الأيقونات الاجتماعيه  دليل واضح  على التنكر للتاريخ الاصيل للمجتمع ومحاولة كتابة  تاريخ جديد , عانت مجتمعات كثيرة من ذلك , ولكن لايلبث التاريخ إلا أن يعود لمجراه الطبيعي , حاول السادات طمس تاريخ عبدالناصر , فأوجد طبقة القطط السمان , وحاول مبارك تجاوز ذلك بإيجاد طبقة رجال الاعمال , لكن الشعب عاد  يبحث عن جذوره  الاولى , عن ثروته المسلوبه , عن تاريخه النضالي , عن  تاريخ آباءه  وأجداده.  مجتمعنا القطري يمر بمرحلة  تغير سريع  جدا وهذة المرحلة ستقضي على تدرجه الاجتماعي مالم ينتبه لذلك , سنجد   قططا سمان  تتكاثر , وجموعا كثيره  ستنزل الى  مراحل الصراع من اجل البقاء , وسنشهد كما شهدها   ايقونات هنا وهناك ,  إستفادت من الوضع الراهن  وتعمل بالوكالة لتمجيده والثناء عليه , بينما الحل الحقيقي  هو في الابقاء في الطبقة الوسطى مهما كانت هشه ,  كما ان حفاظ النظام على المسافة الاجتماعيه من جميع اطراف المجتمع , يعد أهم الطرق للحفاظ على التوازن والاستقرار داخل المجتمع , أما  فكرة الأيقونة الاجتماعيه , فإنها تنكر للتاريخ وإزدراء للمجتمع, وتأجيل لصراع  قادم لامحالة, الأيقونة كما ذكرت سابقا  رمزا دينيا , لاإمكانية بشرية  يسلهكها المجتمع نحو المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق