الأحد، 29 مايو 2016

دكان "بومرداو"


 

 

وانا في طريقي الى دكان الخال ثواب بن تركي السبيعي رحمة  في سوق واقف القديم , كنت أتوقف عند دكان  على الواجهة الغربيه لسوق واقف وأتمعن  الاسطوانات السوداء القديمه المعروضه , والبشتخته الكبيره ذات البوق المعروضه , وكنا نسميها "سحاره" التي توضع عليها  الأبرة لتدور  ويخرج اللحن والصوت , صور عبدالله الفضاله ومحمود الكويتي وبعض المطربين القدامى , الذين غنوا القصائد العربيه  التي تحمل المعنى  والكلمة, لم يكن شائعا في قطر على الاقل في المنطقة التي نشأت فيها إمتلاك الأسرة  ل"بشتخته", لم يكن ذلك محببا بل كان ينظر إليه  بانه منقود ويحط من قدرَ الفرد ومكانته, لكن بعض الاقرباء  , يجلبون  بعض إسطوانات الاغاني من المملكة العربية السعوديه لبعض مطربي ذاك الزمان حيث ليس هناك وسيلة أخرى  سوى إذاعة البحرين , التي كانت تذيع بعض الاغاني , من الاغاني الجميلة التي لاتزال راسخة في ذهني  والتي جُلبت كإسطوانات من الشقيقه السعوديه أغنية"وطني الحبيب" لطلال المداح وأغنية "يقول الشمري" لمطرب قديم أسمه فرج المبروك , كما أن هناك مطربا آخر أسمه فرج الطلال , وعودة سعيد, وحجاب بن نحيت , ورائعة سعد إبراهيم "أرسل سلامي" الجدير بالذكر بان الموسيقى  في المجتمع تعكس  درجة رقي الذوق العام فيه والعكس صحيح,  الجيل الحالي قد لايطرب  مثلاالى أغنية "ألا ياصبا نجد"   مثل مايطرب لأغاني اليوم السريعه الخفيفة الكلمات,التي قد لاتحمل معنى,  في السابق هناك إحترام للكلمة أكثر , مع تحفظ على الموسيقى الى حدَ ما , اليوم هناك موسيقى صاخبة تنقصها الكلمة في أغلب الأحيان,  لذلك يشتد يوميا الهجوم على الموسيقي لأنها لم توظف ضمن كلمة هادفة تخدم المجتمع ,لم يشعر رواد سوق واقف  في ذلك الحين بأن دكان "بومرداو" خارج الذوق العام حتى أولئك الذين كانوا يتحاشون الدخول  فيه ناهيك عن شراء إسطوانات أو سماعها فيه,, الفن هو إحساس إنساني  أعطى الله بعض الناس القدرة على ترجمته  في شكل لغه أو نحت أو رسم أو موسيقى, فلا يوجد مجتمع بلا فن على مر التاريخ . لازلت أذكر واجهة دكان "بومرداو"وصور فناني زمان من الرواد الذي كان بعضهم يخفي اسمة مخافة انتقاد المجتمع له  ,سمعت أن بومرداو رحمة الله  ينتمي الى قبيلة بني كعب  العربيه التي عاشت في فارس وحكمت  الأحواز , حتى عشرينيات القرن المنصرم,  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق