الأربعاء، 1 يونيو 2016

جيلنا الذي سقط سهوا


 

سجود السهو  يشترط فيه النسيان  أو الغفله في الصلاة , لذلك يأتي به المصلي  قبل السلام ليتدارك ذلك النسيان وتلك الغفلة.,لتكتمل به الصلاة. هل يمكن للدولة أن تاتي بسجود السهو لجيل سقط سهوا من حساباتها؟ليكتمل عطاءها وفاءً لابناء الوطن؟المتقاعدون الذين يجمعون اشلاؤهم  ويطرقون الأبواب  تذكيرا بعطائهم, الرعيل الأول  في جميع التخصصات والوزارات , المدرسون القدامى,المهندسون , نجوم كرة القدم أيام الملاعب الترابيه, المسرحيون , الفنانون, شعراء القصيدة النبطية التقليدية ,التراتيبة الاجتماعية  التي كسرت  بلا مبرر  هناك ومضات  بين حين وآخرمن الوفاء , لكن المشهد الفج الذي  يجرح مشاعرهم  هو في الالتباس  بين أحقية الماضي والحاضر في نظر المسؤولين مع الأخذ بعين الاعتبار  الوضع الاقتصادي للدولة بين الأمس واليوم. الجيل السابق كان واعيا بعبقرية المكان أكثر من جيل اليوم , كان أكثر تواجدا , من شهد البدايات في جميع المجالات الرياضية والثقافية , يدرك فعلا ما أقصده , كانت البدايات صعبة وشاقه وواجهت كثيرا من الصعوبات من داخل المجتمع ذاته ,اليوم يمكننا أن نتكلم عن "فساد المكان" بالمفهوم المعنوي للكلمة , أي أن التعامل معة لاينطلق من معنى وجودي متأصل بقدر ما يشكل حالة ريعية في ذهن صاحبة سواء القطري أو المستجلب  المؤقت, لذلك يشعر الجيل السابق بانه جيل سقط سهوا,  التهافت  الذي نراه طلبا لإصلاح قانون التقاعد مثلا هو محاولةْ لتذكير الدولة بأن تقيم سجود السهو قبل أن تنتهي الصلاة.التهافت لإصلاح النظام الصحي  والنظام التعليمي , مطلبا ضروريا حتى  نكون أوفياء للأجيال السابقة أولا الذين لم تعد إمكانياتهم تسمح لهم بمجاراة جيل اليوم  لاوظيفيا ولا ماديا ولا حتى إجتماعيا,  أخشى على مجتمعي من فساد الأمكنة وهي حالة أعتقد أنها في "مجتمعنا "تعني "أن لايكون المنصب إضافة للوطن".أو أن يكون غنيمة على حساب الوطن ,وفي صوره المتقدمه أن يكون سرقة للوطن .إذا سقط جيلا من اجيال الوطن سهوا , يختل بناء الوطن , فالتقدم عملية تراكمية  وبناء مستمر , فسقوط جيلنا سهوا , يجعل من هذا الجيل أكثر تهافتا  على الغنيمة استدراكا ليوم نسيان سجود السهو, وإنتهاء الصلاة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق