الجمعة، 10 يونيو 2016

الشيخ هلال أبوشناف




هلال أبوشناف أسم  لايزال  أسمع صداه في أذني  بين حين وآخر  هو أستاذ  اللغة العربية والعلوم الشرعيه الذي درسنا في الصف الأول ثانوي في مدرسة الدوحة الثانوية الواقعة في رأس بوعبود , مقابل فندق الماريوت حاليا"الخليج سابقا",  ,ويدعى بالشيخ هلال, من جمهورية مصر العربية وأعتقد أنه من  أهل سينا , يلبس الغترة والعقال , لاتكاد تميزه عن أهل قطر , رجل هادىء الطباع  منخفض الصوت وهذة ميزة لاتجدها كثيرا عند مدرسي زمان , حيث كان الصوت المرتفع وربما "الزعيق" من أدوات المدرس لضبط الطلبة  وفرض الاحترام, يفرض إحترامه عليك , فيه من البداوة شىء ومن طباع  رجل القبيلة  أشياء كثيرة,  في أمسيات رمضان كان محدثا بعد صلاة التراويح في مسجد أحمد بن يوسف الجابر في الريان القديم القريب من منزلنا , فوقعت في حيرة كبيرة حيث كان يشكو من شقاوة بعض الطلبة وأنا أحدهم في الفصل صباحا , فإذا بي أجده مساء في المسجد محدثا بحضور والدي وغيرة من أهل الريان القديم في ذلك الوقت الهادىء الجميل , وزادني خوفا طلبه مني أن أعرفه على والدي في أحدى امسيات  لأن لديه كلام يود أن يذكره له. فقلت في نفسي  سيذكر له معاناته معي في الفصل وعدم انتظامي في أداء الواجب المدرسي كما كان يريد رحمة الله , وأصر على أن يتعرف بوالدي  وأنتظر خارج المسجد ممسكا بي , فلما خرج والدي  أشرت له , فسلم علية , وكنت خائفا مما سيقوله , فإذا به رحمه الله يذكرني له بكل إحسان وخير وجد ومثابرة , وقع ذلك في قلبي موقعا لايزال متمكنا منه حتى الآن  بعد أكثر من أربعون عاما خلت , ايقنت منذ تلك اللحظة أن الكلمة الطيبة  تحدث أثرا إيجابيا  لاتحدثة التربية الصارمة  ولا الأوامر المشدده. ولم أعد ذلك الطالب الشقي  بل أكاد أن أقف أمامة  موقف الإبن من أباه  إحتراما وإجلالا.الشيخ هلال أبوشناف من أولئك المدرسين الأوائل  الذين لايتكررون , لأن قيم التربية عندهم عالية جدا , حيث كانت وزارة التربية والتعليم  وزارة ثقافة بالدرجة الأولى, من العجب أن نفصل وزارة الثقافة عن وزارة التربية والتعليم , ونجعل منهما جهازين منفصلين  وهما اللتان إتحدا في شخصية الشيخ هلال أبوشناف , فآثر الدخول لاصلاح سلوك الطالب التعليمي من مدخل الثقافة كما في حالتي . رحم الله الشيخ هلال أبوشناف  وأسكنه فسيح جنانه أنه نعم المولى ونعم النصير.

هناك تعليق واحد: