الخميس، 23 يونيو 2016

الماضي "المقدس" والحاضر "المدنس"


 "إليس بيني وبين الجنة سوى هذه التميرات" فقذف بها وذهب ليقاتل وقتل شهيدا"عُمير بن الحمام "ابا حنيفة كان يصلي الصبح بوضوء العشاء اربعون عاما".    "كانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين" "سُفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الاسد بأنه رسول رسول الله فمشى معه الاسد حتى أوصله"

هذا السقف المرتفع جدا من النظر الى الماضي الذي يردده كثير  من الأئمة والوعاظ وغير ذلك كثير جدا من القصص والامثلة ذات السقف المرتفع التي تجعل من الحاضر  لايرتقى ولا يستحق أن يعاش , له دور سلبي كبير على عقول النشء الحاضر بحيث يصبح طوبائيا  فوق جميع الظروف  وإمكانيات العيش, التجربة الانسانية تقول لايوجد مجتمع إنساني مثالي . مفهوم الرشد المستمد من فترة الاسلام الأولى أصبح مرادفا لمفهوم المثالية القصوى  وأصبح بالتالي ملاصقا  لكل من عاش في الاربعين سنة الأولى من الدعوه, مع أنه كان هناك كثير من السلبيات حتى أن الخليفة الثاني  عمر بن الخطاب استصدر عقوبات جديده لمواجهة  مشاكل مجتمع البشر   كإستحداث السجون. مقاربة النشء بهذا السقف العالي جدا , يضعهم في حيرة مع حاضرهم  بل مع حياتهم ويسهل  استجذابهم لاجندات  طوبائيه  توافقا مع مايسمعونه ويتكرر على آذانهم ومسامعهم, التطرف هو الفجوه بين سقف من التوقعات  بين مايُسمع   وما يُعاش واقعيا. أتمنى على وعاظنا وأئمة مساجدنا الكرام أن لايرفعوا سقف التوقعات من الماضي بقدر ما يلامسوا  مصاعب الحاضر , أتمنى منهم أن لايلقوا بالأمثلة على عواهنها  حتى اصبح النشء يحفظ من االصور المتخيله أكثر مما يحفظه من كتاب الله , أتمنى منهم أن يراعوا الحاضر , ويجعلوا فهم الماضي إنطلاقا من هذا الحاضر وليس العكس , هذا النزف الشبابي الذي نلاحظه  سببه  سقف الماضي المرتفع  أمام حاضر بائس , هذا النزف الذي نعاني منه  سببه تجريد الحاضر من القيمة والحياة من الاستحقاق , هذا النزف الذي نعاني منه سببه  صور ذهنية  أكثر منها واقع متحقق في الزمان . لايمكن  أن نعيش حاضرنا قياسا على ماضينا  لايمكن لأمة ـأن تستمر بمثل هذه العقلية  ستفنى في ماضيها  وهي على قيد الحاضر وهذا مانفعله بأنفسنا , إبتعدوا عن شيوخ  الاستغراق في الماضي  وعيشوا  الحاضر بإرادته وفي سياقه وما تمليه شروطه كمسلمين أبناء لهذا الحاضر المتطور , ولاتخافوا  فالنص الالهى موردا لاينضب وإن  قل الوراد  ومن يستسقي فالزمن يحمل في طياته  سرمدية الإله وسرمدية دينه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق