الثلاثاء، 20 يونيو 2017

محمد بن سلمان وليا للعهد ....قراءة أولية






أرهاصات التغيير  القادم في المملكة العربية السعودية ليس وليد الامس, منذ عهد الملك عبدالله رحمه الله  وهذا التداعيات تظهر على السطح , أو قل منذ إنشاء منصب ولي ولي العهد, وهناك مؤشر بأن هذا المنصب  الذي هو إختراع  لسيناريو  يُراد له التنفيذ في عهد الملك عبدالله إلا أن الظروف جعلت منه  نقطة إنطلاق للأمير محمد بن سلمان حين تولى والدة الملك سلمان  الحكم في المملكة . من يدقق في الأمر يجد أن منصب ولي ولي العهد  بالضرورة سيَجبُ منصب ولي العهد , وأن منصب ولي العهد ليس  سوى قطعة شطرنج ستزاح في الوقت المناسب , خاصة أنه محصور بين  الأب والأبن  , ولو أن أمر الله استمر  بوجود الملك عبدالله  لاستلم إبنه الامير  متعب ولايةالعهد, أعتقد أن قراءة أولية لما يحدث بعد تولي الأمير محمد بن سلمان  ولاية العهد قد تشير إلى مايلي:

أولا:أن حصار قطر ليس سوى إعداد  المسرح  لهذا التغيير الكبير والسريع للأحداث في العربية السعودية, وإن دعاوى الارهاب ودعمه  التي أُتهمت بها قطر ليست سوى تلفيقات  وأكاذيب,.

ثانيا: الاستعجال  في وتيرة الاحداث  بهذه الصورة وقرارات الفجر التي لم نعهدها الا في الدول البوليسية تدل دلالة واضحة , ان العالم بدأ يتكشف على أكاذيب الاسباب التي أدت الى حصار دولة قطر ونفاذ صبر العالم  من  التسويف والتأجيل  في تقديم مايثبت هذه الادعاءات الباطلة.

ثالثا:عدم الوثوق من الداخل والخوف من تداعيات هذا القرار  وفي محاولة  لتهئة الوضع  لأمر جلل  داخلى  جعل  من استحداث  فعل خارجي بضخامة حصار قطر  واستنفار الجيش وإقفال الحدود,  ووقوع المنطقة كلها تحت  وضع  لم تشهده من قبل  من وجوم وقلق  وتقطيع للأوصال والارحام  وإبرازقطر وكأنها شيطان  لايريد للمنطقة الاستقرار ,  مشروع شيطنة قطر دليلا  على صعوبة تمرير هذا القرار على المجتمع السعودي  في الاحوال الطبيعية .

رابعا:الغريب أن يُسرب مثل هذا القرار من الامارات العربية المتحدة سواء من مصادرها  الدبلوماسية أوالاعلامية  منذ فترة بإن الملك القادم هو الامير محمد بن سلمان, هذا لايمكن لأي محلل تفسيره إعتمادا على تاريخ المملكة  ومكانتها  وريادتها  في المنطقة, وماهي إنعكاسات ذلك على المنطقة واستقرارها.

خامسا:دخلت المملكة العربية مرحلة اللاستقرار  وهو مالا يتمناه أي عربي وخليجي غيور ومخلص , وإذا صدقت التنبؤات  بتنازل الملك سلمان فسيصبح منصب ولي العهد أيضا  مصدرا للتجاذبات  وربما الخلافات  خاصة إذا ما استُصحب بمنزل منصب ولي ولي العهد  الخارج من أرشيف الزبائنيه والانتظارالمؤقت وليس من أرشيف  الدساتير السياسية.

سادسا:المنطقة تحتاج الى تطمين  بعد هذا الحدث , والعالم يحتاج الى الحفاظ على هذه المنطقة بعيدا  عن الاضطرابات  لأهميتها بالنسبة إليه,   يجب على الامير التفكير  كولي عهد أو ملك قادم , وليس  كطامح لتحقيق ذلك  كما شهدنا خلال فترة  ولاية لولي العهد.

سابعا:  كيف يمكن تبرير ما حدث لقطر وأهلها  من عمل لاإنساني شائن , وهل سيستمر الوضع أو  سيُفك الحصار  عنها  وما هو التعويض  لذلك والاهم كيف يمكن إعادة الثقة بين شعوب المنطقة بعد كل هذة العاصفة؟ أم ستتطور الامور الى ماهو أسوأ وأنه لايزال هناك مخططا  أو مشروعا يٌراد للمنطقة أن  تنزلق إليه؟

ثامنا: الحكم في المملكة يتميز بسرعة تضميدة لجراحة  وإعادة الالتفاف حول القيادة ثبت ذلك تاريخيا , وأرجو أن يستمر  إلا أن  ظروف المنطقة اليوم ليست كما كانت في السابق خارجيا وحتى داخليا في المملكة, سياسة تقديم الضحايا الواحد تلو الآخر في أي نظام تُضعفه  وتجعل منه  هشا  ويصبح التغيير هو  الاساس وليس فترةالاستقرار الطويلة الراكدة  التي تميزت بها السعودية خلال تاريخها.

تاسعا: ماذا يمثل مثل هذا الحدث لإيران  ومحمد بن سلمان هو أول من هدد ايران بنقل الحرب الى داخلها  قي تاريخ المنطقة, ؟

عاشرا: لاأعتقد أن مثل هذا التحول قد تم بدون علم ودراية الولايات المتحدة الامريكية وهل هو ضمن مخطط أو أنه نهاية  لصراع  وبداية لعلاقات  جديدة معها؟

أحد عشر: أين موقع الشعوب من كل هذا؟ هذا سؤال لايمكن أن يستقر وضع المنطقة  بدون الإجابة عليه , سؤال لايحتمل التأجيل  لأنها من يدفع الثمن , اعتقد أن المرحلة القادمة  إذا لم لم يُفسح مجالا للشعوب في المشاركة  فإن مايحدث ليس سوى إرهاصات النهاية  لهذه الدول  وفي مقدمتها المملكة.
إثنا عشر:الوضع السعودي الداخلي بعد هذا القرار سواء إستيعابا أو  تململا أو أكثر سيكون محددا رئيسيا لنمط التعامل مع الحصار  المفروض على قطر, تساهلا أو تشددا.

ثلاثةعشر:نتمنى للعربية السعودية كل الاستقرار والأمن ,فأمن المنطقة من أمنها وأستقرارها من إستقرار المملكة, ونتمنى أن يكون ذلك بداية جديدة لعهد جديد فيه من التعقل والحكمة مايحفظ للمنطقة أمنها وإستقرارها,ونرجوا أن يكون هناك رد إعتبار  لكل ضحايا هذا الحدث الداخلي السعودي  الذي دفعنا جميعا ثمنه  قلقا وخوفا وحصارا وشتما  وقذفا لايليق  لابعروبتنا ولا بإسلامنا ولا بإنسانيتنا كذلك, سننتظر لعل يُحدث أمرا  ولعلها ليلة القدر  فأرفعوا أيديكم بالدعاء للملكة أن يحفظها من كل سوء ومن كل شيطان مُريد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق