الأحد، 17 سبتمبر 2017

ملك البحرين والحقيقة الضائعة




"أيتها الحقيقة ما اكذبك"

نيتشه


ندد ملك البحرين بالمقاطعة العربية لإسرائيل وشدد على أن  لشعبه الحق في زيارتها.كما في تغريدة لحساب اسرائيل بالعربية انتشرت ولم تُنفى بشكل أو بآخر حتى الآن. وقفت كثيرا عند كلمة "ندد" لأنها  تعني  خطأ الماضي  وأسف الحاضر بشكل فج, لاتهمني اللقاءات الثنائية بين المسؤولين فالعديد من الزعماء العرب التقوا بقادة اسرائيل منذ الستينيات وحتى اليوم وقد كنت ضد أي إتصال مع الكيان المغتصب وضد زيارة بيريز لقطر في التسعينيات كذلك ,لكن كل ذلك لم يأتي على  الحقيقة المشتركة التي كانت تجمع الانظمة والشعوب  وهي  حقيقة الكيان الصهيوني ,وأهدافة ,التعامل معه سياسيا  ليس كإعطاءة حق أن   نُدد أو أن يندد أحد قادة شعوبنا بماضي كفاح الأمة ضده,  لوقال ملك البحرين إنه من الخطأ أن نقاطع اسرائيل  لكان الأمر أهون  من التنديد الذي يحتمل الاعتذار بين طياته  بالمقاطعة كفكرة  خاصة وهو أحد رباعي الحصار المستميت على قطر العربية المسلمة , شعوب الخليج وانظمتها كانت تعيش على  وجود حقيقة موضوعية بينهما ,وهي المصير المشترك والعدو المشترك , اليوم تبددت هذة الحقيقة بشكل سافر بعد حصار قطر الجائر والتسابق  والاعتذار من ماضي العداء لإسرائيل , الملك حمد بتصريحة هذا يمثل  بداية سوفسطائية الانظمة  الخليجية التي ترد الحقيقة الى ذاتيتها هي  وما تراه وما يحفظ بقاءها أوالتشبث بالكرسي والقضاء على المنافس بكل الوسائل  ولو كان من أقرب المقربين  ناهيك عن الشعب. أنا حقيقةً لم أعد اعرف الحقيقة  أو أين هي الحقيقة,تصريحات الجنرال عشقي أيضا  تمثل مطرقة "نيتشة" التي تدمر جميع الحقائق  وتدق مايعترض طريقها من  موضوعية تبرر للأخلاق أو للقيم,  في حين تجتاح  نبؤات الديانة اليهوديه كما يردد أصحابها و المسيحية اليهودية  وكذلك سيطرة اسرائيل على المنطقة من النيل الى الفرات  أذهان العالم وتؤكد صدقيتها  كحقيقة  وحيدة وسط تراجع ثنائية المقاومة التي تبدو بعد مثل هذا التصريح كذبة والمتمثلة في العروبة والاسلام , كانت البحرين مرتعا لحركة قومية هي الاقوى في الخليج , كما كان الملك فيصل عدو الامبريالية واسرائيل الاول في المنطقة , وكذلك الشيخ زايد كان عروبيا  من الطراز الاول , هل كلهم كانوا جميعا كذبة كبيرة؟ ناهيك عن أرواح الالاف من  الشهداء. الاشكالية أن انظمتنا العربية والخليجية بالذات  تعتبر نفسها حقيقة ميتافيزيقية وليست حقيقة سياسية  قابلة للتكذيب  لذلك تراها تلعن الواحدة الاخرى وتخًون بعضها البعض  ويكفر بعضها الاخر , عندما يقوم ولي عهد الدولة الاسلامية الكبرى  بزيارة خاطفة سرية لاسرائيل  ويصرح عشقي أن السعودية واسرائيل سيبنيان الشرق الاوسط الجديد , لننظر الى رصيد السعودية من التنمية البشرية الحقيقية  ورصيد اسرائيل منها  بالنسبة لشعبيهما  رغم "الاصرار على يهودية الدولة "في اسرائيل , أليست  زيارة ولي عهد السعودية انتصارا لليهودية  التي تمثلها اسرائيل كدولة على الاسلام الذي تمثله او تدعي تمثيلة السعودية؟ اليست هذه جناية على الاسلام الذي إدعينا تمثيلة  ليحمي الدولة والاطماع الشخصية  والشهوة الى الحكم ؟ أين هي الحقيقة إذن  في تاريخنا ؟ في قادتنا ؟ في شعاراتنا , في الاخوة العربية والاسلامية  لاأرى حقيقة  موضوعية  ,منذ  أن نشأتُ ومن هم في جيلي  سوى  أن إسرائيل  كيان مغتصب  واحتلال غادر هذا ماكان يجمع الشعوب بأنظمتها , اليوم سقطت هذة الجزئية من الحقيقة الموضوعية المشتركة  بين الطرفين فأي حقيقة يمتلكها  النظام العربي  سوى ان يتهود بأسرع ما يكون كما هو واضح في تصريح الملك حمد وزيارة ولي عهد السعودية  ونظام ابوظبي وسيسي مصر  ليلتحق بالحقيقة الكبرى ونبوة اسرائيل الكتابية قبل فوات الآوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق