الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

العنف ضد المرأة..... إشكالية الحل

تلقيت دعوة كريمة من مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي -أمان لحضور ملتقى بعنوان"المرأة في الاعلام والدراما" بمشاركة عدد من الإعلاميين والفنانين القطريين والخليجين فشكرا للأستاذ منصور السعدي المدير التنفيذي وجميع العاملين في المركز ولي عدة ملاحظات اود أن أوضحها اتماما لمداخلتي نظرا لضيق الوقت حينها :

أولا: عنوان الملتقى العنف ضد المرأة في الاعلام والدراما
ثانيا: من المتوقع أن يصدر عن الملتقى توصيات حول هذا الموضوع وكيفية التعامل معه والحد منه.
ثالثا: أنا أعتقد أننا جميعا نتعامل مع العنف ضد المرأة كظاهرة , وتصدر التوصيات تبعاً لذلك لمكافحة هذه الظاهرة الاجتماعية , وهنا يمكن ضعف التشخيص وتبعاً لذلك عدم فاعلية الحلول المطروحة
 
رابعاً: العنف في مجتمعاتنا العربية "سياق" تاريخي وليس ظاهرة إجتماعية.
 
خامساً: عند الغرب هو ظاهرة إجتماعية وليس سياق أو تجاوز مرحلة أن يكون سياقاً إجتماعياً لظهور سياق آخر مقابل له هو سياق الحوار والبرامج السياسية والاجتماعية .

سادساً: على المقابل لم يظهر سياق في تاريخنا العربي سياقاً مقابلا لسياق العنف , لذلك ظل هو المحرك الوحيد للتاريخ العربي , ويتمظهر بأشكال متعددة في الاعلام كعنف ضد المرأة أو الخدم وفي السياسة بشكل صدامات وخلافات حدودية مستمره وحصار وتجويع أو بمعنى أصح كضرورة لاستمرار الدولة.
سابعاً: عدم بروز سياق تاريخي يحول العنف بأشكالة الى عنف بارد على شكل برامج وحوارات ومحط لتداول وتوافقات داخل المجتمع, جعل منه كما أشرت محركاً للتاريخ ويبدو ذلك من تاريخ الدولة العربية خاصة في حالات إنتقال السلطة ومايصاحبها من هزات عنيفة.
ثامناً:لذلك طرح كثير من الحاضرين والمقدمين سؤال مالحل؟ وفي وعيهم أننا يمكن أن نجداً حلولا ناجعة لسياق تاريخي من خلال الوعي به كظاهرة إجتماعية.
 تاسعاً: لذلك ترى هدوءاً وتوافقاً وتقارباً ووداً وفي لحظة سريعة ينفجر العنف لأن السياق يولده ذاتياً ومحركات السياق موجودة لكن هناك ما يخفيها إجتماعيا واقتصاديا كالريع وسياسة التوزيع مثلا.
عاشراً: يجب الحفر الاركيولوجي في السياق في المجتمع العربي والخليجي حتى يمكن تحويل العنف بما فيه العنف ضد المرأة  إلى كونه  ظاهرة إجتماعية ومن ثم يمكن التعامل معها من خلال مثل هذه الملتقيات والندوات والتوصيات.
أحد عشر: ومثل هذا الامر يتطلب تكاتف جميع الجهود في المجتمع بأكمله وإصلاح على جميع المستويات , وطالما هناك تكريس لسياق العنف بأشكاله بوعي أو بدون وعي سيبدو كظاهرة عصية على الحل لأننا نتعامل مع العرض وليس مع السبب.
إثناعشر:هناك أيضا ظاهرة العنف الرمزي وينتجها بكثافة مجتمع "الريع" هذه أيضاً خطيرة جدا وتدعوا المجتمع الى التقليد وإخفاء حقيقته فيضطر من لايملك أن يتظاهر بأنه يملُك مجاراة لمن يمتلك هذا ماديا أما معنوياً فللغة أحيانا والالفاظ أشد قسوة من بعض الايذاء الجسدي .

أتمنى للمركز كل النجاح  وأحيي جميع الجهود التي  تسعى  لرفعة الانسان في مجتمعنا الخليجي ,وأنا متفائل  كثيرا  بوضع المرأة ومكانتها  وعطائها  والشواهد كثيرة  وبصماتها  الايجابية في مجتمعاتنا الخليجية والعربية أكثر من أن تُحصى.

فقط علينا أن نعيً  أن الظاهرة الاجتماعية  أسهل علاجا عندما نخرجها من سياقها المجتمعي  من خلال إيجاد سياق آخر  مقابل , حتى لايعيد السياق الاجتماعي إنتاج نفسه  حينما لايجد من  يقابله  في سبيل أن يتطور نحو سياقات جديدة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق