الاثنين، 23 أبريل 2018

من سرق"الفكرة"القومية؟


 

لم تتعرض فكرة اجتماعية للسرقة مثلما تعرضت الفكرة القومية, عندما الحظ الغضب العارم عند هذة الاجيال من مجرد ذكر  الفكرة القومية أدرك حجم السرقة التي تعرضت له هذة الفكرة, ولدت هذه الفكرة في الاساس كفكرة إجتماعية تعبر عن مصالح المجتمع العربي من المحيط الى الخليج وخلفها العديد من الاسباب منها سياسات التتريك وهضم حقوق حقوق العرب  كقومية  الى الاستعمار  وزرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي, كانت فكرة مشاع لكل أفراد المجتمع العربي ووضع  روادها  تصوراً  نهضوياً في نقد الاستبداد والانخراط في العصر والدفاع عن المرأة  وغير ذلك من التطلعات المستقبلية  التي تضع هذه الأمة على طريق المستقبل., الخلط الذي منتشراً لدى  الاوساط المجتمعية بما في ذلك النخب السياسية  والثقافية هو بين الفكرة القومية والمشروع القومي, هذا ما يزعجني أكثر وألوم هذه النخب التي شوشت على عقول الشباب الى درجة أنها أصبحت تصب جام غضبها على الفكرة  بدلاً من المشروع , في حين أن هذة الفكرة حتمية في إعتقادي لتجاوز  سقوطنا المدوي الذي تعايشه اليوم  بكل أسى وحزن., الحقيقة أن الفكرة القومية التي هي بمثابة رافع إجتماعي  تحتاجه الأمة لم  تتحق أو لم يثبت التاريخ تحققها  وإلا في إعتقادي لما سقطنا في آتون الطائفية., لم تبق الفكرة القومية مشاعاً لأبناء الأمة وإنما إستولت عليها فئات  وإحتكرت تفسيرها , تماماً كما تستولي الفرق الدينية على الدين وتحتكر تفسيره والتعبير عنه دون غيرها , من الفرق والطوائف., تحولت الفكرة الاجتماعية بالتالي الى فكرة سياسية , كما يتحول  الدين  الى  مشروع سياسي  أو إلى أيديولوجيا سياسية, هذه المقدمة أراها ضرورية لتحرير الفهم لدى الشباب وحتى النخب من  رهاب الفكرة القومية بفك إرتباطها في أذهانهم  عن المشروع القومي الذي عايشوه أو حتى سمعوا به. عزلنا لفكرة عن محيطها الاجتماعي. سياسياً تمأسست الفكرة في أحزاب  سياسية  في مناطق محصورة من عالمنا العربي هي أشبه بقبائل  وأحتكرت الحديث عن تطلعات الامة وآمالها  وبالتالي إنتقلت إلى الحيز السياسي  من الحيز الاجتماعي بشكل مشوه نظراً لعدم وجود أرضية  صالحة لقيام  أحزاب ديمقراطية حقيقية  لتصبح بعد ذلك حيزاً تسلطياً بعد إستيلاء العسكر عليها ,أنا من المؤمنين أن تاريخ الامم وتشكيل كيانتها مر جميعاً تقريباً بنوع من الوعي الاجتماعي القومي. الفكرة القومية تمت سرقتها في عالمنا العربي مرتان  مرة من السياسيين الذي حولوها من فكرة اجتماعية الى فكرة سياسية مغلقة والمرة الاخرى من العسكر  الذين حولوها من فكرة اجتماعية ايضاً الى أداة للسلطة وإمتلاكها , طبعاً لايمكن إغفال الظروف التاريخ ومراحل  تحولات المجتمع العربي  , إلا أن  أخطاء المشروع القومي لايجب أن يخفي جوهرية الفكرة  وهذا ما ألحظه سائداً بشكل كبير لدى قطاع عام واسع  في ظل ظروفنا المعاشة حاليا, ماذا لوكانت هذة الفكرة القومية راسخة في الاذهان  ألم نكن قادرين على إيضاح الفرق بين نظام صدام أو النظام الناصري وأخطاؤهما وبين فكرة القومية العربية ؟ هل كنا سنسمح بسقوط العراق  كفكرة قومية من أجل التخلص من صدام كمشروع قومي  منحرف؟ ماذا لو كان الفرق واضحاً في أذهاننا  هل  سنحاصر دولة عربية وشعب عربي شقيق  بدعوى أخطاء النظام؟ لوكانت فكرة القومية العربية  الاجتماعية أساساً واضحة في أذهاننا هل كنا سنعمل على  إشعال بذور الطائفية البغيضة بين شيعي وسني ومسيحي ومسلم  ووهابي وأشعري  ؟ ما نعايشة اليوم  هو الدوران حول أنفسنا حتى السقوط , لابديل عن الوعي بفكرة القومية العربية  للنهوض , لن ينقذنا المشروع الايراني ولا المشروع التركي ولا إدارة الرئيس ترامب , التخلص من رهاب المشروع القومي  يتطلب العودة الى أصل فكرة القومية الاجتماعي  , نحن بحاجة الى مؤتمر كمؤتمر ويستفاليا المنعقد في 1648 الذي أقر بمصالح دول اوروبا القومية  فوق خلافاتنا السياسية والدينية لتخرج بعد ذلك دولا وطنية  وديمقراطية بعد ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق