الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

الخطاب الاخلاقي و"العار"



قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطاباً اخلاقياً عالي المستوى حول ملابسات إغتيال جمال خاشقجي في القنصلية السعودية  في اسطنبول والذي كان مدار إهتمام العالم كله على  مدى الثلاثة  اسابيع الاخيرة منذ دخوله القنصلية في الثاني من إكتوبر الحالي , جاء خطاب أردوغان أخلاقياً  في حين كان الكثير يتوقع أن يكون إستخبارياً  أو بياناً تفصيلياً جنائياً , وهنا تكمن عبقرية خطااب أردوغان  وهذة المساحة المتروكة  للذات وللأخلاق وللدين    حتى يترك حرية للتصرف بما يتسق والخروج بما يحفظ ماء الوجه ومن القرارات  ما يفي بالمتطلبات الانسانية في جريمة إهتز من تأثيرها ضمير العالم ,جاء خطاب أردوغان أخلاقياً  لأنه كان بصدد العار  الذي قد يلحق بالانسان في كل مكان جراء ماحدث , جاء خطاب أردوغان أخلاقياً لأن ماتم على أرض بلاده يُعد عاراً في تاريخ العلاقات بين الدول , جاء خطاب أردوغان إنسانياً وأخلاقياً لأن الطرف الآخر المتهم فيه  بلدٌ  يتمنى كل عربي ومسلم أن لايكون مكاناً للعار , بلد الحرمين الشريفين  , جاء خطاب أردوغان أخلاقياً لأن المُناشد هو خادم الحرمين الشريفين , جاء خطاب أردوغان أخلاقياً حينما  قدم نصيحة لحكومة المملكة العربية السعودية حول كفاءة ممثليها في الخارج , جاء خطاب أردوغان أخلاقياً حينما تجنب االتحديد وأكتفى بالشمول  , جاء خطاب أردوغان أخلاقياً حينما ناشد خادم الحرمين الشريفين أن يحاكم الجناة في تركيا حيث الجريمة أرتكبت  على أراضيها , جاء خطاب أردوغان أخلاقياً حينما أتسق مع دينه وذاته  وأشار الى أن الادلة الدامغة تقول أن الجريمة قد جرى الاعداد لها بشكل مسبق ودقيق, جاء خطاب أردوغان أخلاقياً حينما طلب من السعودية  أن تعاقب مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء  من أسفل إلى أعلى دونما تحديد أو لمز حتى تنجو من العار, عار الانسانية الذي  كان واضحاً أنه  على وشك ان يتلبسها  بشكل يندى له تاريخها  ويحز في ضمير كل عربي ومسلم ذلك ,حان للمملكة العربية السعودية أن تنجو من وصمة العار التي تكاد تلتصق بها منذ دخولها في مستنقع اليمن وحصارها الآثم للشعب القطري الشقيق  وإنجرارها بكل تاريخها وراء  من لايريد بالاسلام ولا المسلمين الخير , أردوغان كان أخلاقياً الى درجة كبيرة  وترك المجال مفتوحاً  أما محاسبة الذات قبل محاسبة العالم ,كان أردوغان معلماً أخلاقياً حينما طرح أسئلة مفتوحة وترك الأجوبة للدين والأخلاق والضمير والعدالة الدولية , لايمكن أن تدعي تقدماً وأصلاحاً والحرية لديك لم تتحول بعد الى فن للمشترك الانساني , لايمكن أن تجعل من نفسك مجدداً وأن تحاصر الرأي الآخر وتتصيده بإلإغتيال لايمكن أن تقنع العالم بأنك إصلاحي وأن تضيق بصحفي لايمتلك سوى قلمه, لقد كان خطاب أردوغان خطاباً عن رمزية العار  التي تمثلت في القنصلية السعودية التي ترفع راية لااله الا الله, هذا ماجعل خطاب الرئيس أردوغان متمهلاً ثقيلاً , لمثل هذا التناقض الفج الذي لايقبل به مسلم شريف على هذة الدنيا , أن تذبح نفسُ برئية  تحت راية التوحيد ,أدركتم كم كان أردوغان متألماً وصبوراً وأخلاقياً. رحم الله الشهيد جمال خاشقجي وأورثه الجنة  يتبؤا فيها حيث يشاء  والهم خطيبته وذويه الصبر والسلوان.

هناك تعليق واحد:

  1. أحفاد ابو جهل وابو لهب يتهكمون على خطاب اردوغان الذى فضحهم ولكنهم فرحوا من عدم ذكره للقاتل الحقيقى

    ردحذف